صمت حكومة اسرائيل على أكبر صفقة سلاح بين امريكا والسعودية يعود الى أن للرياض مصالح مشتركة معها ضد ايران

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 925
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

بقلم: يوسي ميلمان
على مدى عشرات السنين أثارت إسرائيل ضجيجا عالميا كي تمنع الولايات المتحدة من بيع السلاح المتطور الى السعودية. فقد أطلق زعماء اسرائيل معارضتهم، وجندت اسرائيل مجموعة الضغط المؤيدة لها “ايباك” كي تعمل في الكونغرس، فعلت روافع تأثير اخرى على الادارة وحاولت تجنيد الصحافة الامريكية والدولية والرأي العام. ليس بعد اليوم. فصمت حكومة اسرائيل ليس على صفقة السلاح الاكبر في العالم وأبدا بين الولايات المتحدة والسعودية التي اتفق عليها في اثناء زيارة الرئيس دونالد ترامب الى الرياض، هو صمت صاخب. وزير واحد فقط هو يوفال شتاينتس، تجرأ على الاعراب عن قلقه من الصفقة المتبلورة. وينبع الصمت من اعتبارين أساسيين: الاول هو ان للسعودية اليوم مصالح مشتركة مع اسرائيل في الصراع ضد ايران.
وحسب منشورات اجنبية، يوجد بين الدولتين تنسيق سياسي وتعاوني استخباري أمني، غايته منع ايران من الوصول الى هيمنة اقليمية وتطوير خطة صواريخ ونووي تهدد الدولتين. سبب آخر، ولا يقل اهمية للصمت من جهة اسرائيل هو أن زعماءها ولا سيما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا يريدون إثارة غضب غير المتوقع. من يدري كيف سيرد على الانتقاد ضده، ناهيك عن أنهم حتى لو غضبوا في اسرائيل، وانتقدوا واننزعجوا فان احتمال منع الصفقة يقترب من الصفر. فالصفقة ستسمح لترامب بان يقول لناخبيه: وعدتكم باماكن عمل وأنا أفي بوعدي.
هذه صفقة بحجم لم يشهد له مثيل. فهي ستبلغ على مدى السنوات العشرة التالية اكثر من 300 مليار دولار، عشرة اضعاف ما تتلقاها اسرائيل من مساعدات امريكية في الفترة نفسها. ومع ذلك، يمكن ان نقول بعد فحص اكثر عمقا فانها لا ينبغي لها ان تخيف اسرائيل. بعضها سبق أن اتفق عليه قبل دخول ترامب الى البيت الابيض. الصفقة في جوهرها، على الاقل بقدر ما يمكن أن نفهم من تركيبتها تتضمن منظومات سلاح لن تؤثر على التفوق النوعي الذي لاسرائيل على كل دول المنطقة. وذلك طالما لم تثر اي حاجة لمهاجمة السعودية. يدور الحديث اساسا عن سلاح دفاعي او عن سلاح هجومي تكتيكي.
حسب ما نشر، ستبيع الولايات المتحدة للسعودية 150 مروحية هجومية من طراز بلاك هوك، دبابات، أربع سفن حربية، منظومات دفاع متطورة ضد الصواريخ الباليستية من طراز ثاد وكذا باتريوت. هذا السلاح مخصص لتحسين قدرة الجيش السعودي في الحرب ضد الحوثيين في اليمن، الذين يحظون بمساعدة ايرانية، والدفاع عن سماء المملكة ضد تهديد الصواريخ الايرانية.
العنصر الوحيد في صفقة السلاح الذي ينبغي ان يقلق اسرائيل قليلا هو الرغبة الامريكية في تحسين قدرات السايبر السعودية. فاذا كان في اسرائيل من تخيلوا ان تستعين السعودية باسرائيل، بصفتها قوة عظمى في مجال قتال السايبر، لغرض بناء قدراتها، فانتظارهم خيبة أمل.
ومع ذلك لا يمكن الاستخفاف بمعنى الصفقة على المدى البعيد. فاذا ما حل يوم إنهار فيه النظام السعودي (حتى الان التوقعات عن موته القريب كانت مبكرة جدا)، فان كل مخزونات السلاح الهائلة هذه قد تقع في ايدي متطرفين مسلمين، من أمثال اسامة بن لادن وعصابة القاعدة، أو أسوأ من ذلك – احفاد ابو بكر البغدادي “خليفة الدولة الاسلامية” الا وهي داعش.
معاريف 22/5/2017