“الرئيس″ عيدروس الزبيدي يخطو خطوة كبيرة جدا على طريق قيام دولة جنوب اليمن بتشكيل “وزارة” من 26 وزيرا..

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 951
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

انه انقلاب على الرئيس هادي.. وتجسيد للخلاف السعودي الاماراتي.. وتحقيق اول “انجاز″ لـ”عاصفة الحزم” أي تقسيم اليمن
انفصال الجنوب اليمني يتعزز يوما بعد يوم، والفضل في ذلك يعود الى “عاصفة الحزم”، وقرارات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وطريقة ادارته للازمة اليمنية، رغم الدعم الكبير الذي يحظى به من قبل المملكة العربية السعودية التي يقيم فيها، ورئيس وزرائه واعضاء حكومته.
اليوم (الخميس) اعلن محافظ مدينة عدن “المفصول” السيد عيدروس الزبيدي عن تشكيل “هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي” الذي سيكون حكومة “موازية” او “بديلة” تدير المحافظات الجنوبية.
السيد الزبيدي الذي فصله الرئيس هادي قبل أيام معدودة مع زميله هاني بن بريك، وزير الدولة واحد الشيوخ السلفيين، اصدر بيانا اعلن فيه ان “الهيئة” الجديدة تضم 26 عضوا بينهم محافظو خمس محافظات جنوبية، واثنان من وزراء حكومة هادي الذين استقالوا منها، وانضموا الى الكيان السياسي الجديد.
اطلاق اسم هيئة، وليس وزارة على الكيان الجديد الذي روعي فيه التمثيل لمعظم المحافظات الجنوبية، ان لم يكن كلها، ضم شخصيات لها ثقل اجتماعي وسياسي، خاصة في أوساط الحراك الجنوبي.
المظاهرات التي شارك فيها مئات الآلاف من أبناء عدن وبعض محافظات الجنوب كرد على فصل الرئيس هادي للسيدين الزبيدي وبن بريك، واحتجاجا على قيادته كانت بمثابة “المبايعة” لفصل الجنوب عن الشمال، برئاسة الزبيدي، وإعلان الطلاق مع حكومة هادي “الشرعية”، واغلاق الأبواب امام المحافظ الجديد الذي عينه.
انه تطور على درجة كبيرة من الأهمية، ربما يضع حجر الأساس لقيام دولة الجنوب اليمني رسميا، وتعيين السيد الزبيدي الذي تلقى التأييد من رموز جنوبية مثل حيدر العطاس (الرئيس الأسبق) وعلي سالم البيض، امين عام الحزب الاشتراكي الحاكم في حينها، ربما يعني إعادة الأمور في اليمن، او جنوبة على الاقل، الى ما كان عليه الحال قبل اعلان الوحدة عام 1990، وتحقيق اهداف حرب الانفصال التي انتصرت فيها حكومة الرئيس علي عبد الله صالح في حينها عام 1994، وبدعم، ويا للمفارقة، من حركة الاخوان المسلمين (حزب الإصلاح).
دولة الامارات العربية المتحدة تقف علانية خلف الحراك الجنوبي، مثلما تقف خلف السيدين الزبيدي وبن بريك اللذين يعتبران من ابرز رجالاتها، مما يعني ان علاقاتها مع الرئيس هادي المدعوم من المملكة العربية السعودية وصلت الى طريق مسدود، وان كل محاولات الإصلاح والمصالحة فشلت، ويبدو انه سيكون من الصعب عليه، أي الرئيس هادي، العودة الى أي من العاصمتين، الدائمة والمؤقتة في المستقبل القريب، وان اقامته في العاصمة السعودية الرياض ستطول وربما تتحول من مؤقتة الى دائمة.
هذا التحرك الانفصالي المتسارع في الجنوب يعكس خلافا بين طرفي “عاصفة الحزم” الرئيسيين، أي المملكة العربية السعودية ودولة الامارات، ويؤكد ان القنوات بينهما فيما يتعلق بالتنسيق في الجنوب شبه مسدودة، رغم بيانات النفي المتواترة.
السيد الزبيدي اكد ان “الجنوب” “سيستمر في الشراكة مع التحالف في مواجهة المد الإيراني في المنطقة، والشراكة مع المجتمع الدولي في الحرب ضد الإرهاب”، المتمثل في المجموعات المتطرفة مثل القاعدة وتنظيم “الدولة الإسلامية”، وربما يكون هذا الكلام صحيح، ولكنها شراكة ستكون من أرضية مستقلة، بوصلتها الامارات العربية المتحدة.
الشيخ محمد بن زايد ولي عهد ابو ظبي، ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الامارات يزور واشنطن حاليا للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمسؤولين في ادارته، ولا نستبعد ان تكون مسألة الاعتراف بحكومة “الرئيس″ عيدروس الزبيدي اليمنية الجنوبية المستقبلية احد ابرز القضايا على اجندة مباحثاته.
“راي اليوم”