وول ستريت جورنال: للتغلب على إيران.. إسرائيل حليف جديد للعرب

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 468
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

وول ستريت جورنال – التقرير
على مدى عقود، كان رفض إسرائيل – الذي امتزج أحيانًا مع معاداة السامية – موضوعًا محددًا للسياسة العربية، مما وحّد البلدان المتصارعة ضد عدو مشترك.
قبل ثلاث وعلى شاشات التليفزيون، وصف الرئيس المصري السابق محمد مرسي، زعيم الإخوان المسلمين الذي أُطيح به في انقلاب عام 2013، اليهود بأنهم “أحفاد القردة والخنازير”. عام 1988، تبنّت حركة حماس الفلسطينية المُسلحة العهد المُعادي للسامية، والمعروف باسم بروتوكولات حكماء صهيون، كدليل على مؤامرة يهودية عالمية.
لكن المواقف بدأت تتغير في بعض أجزاء العالم العربي. مؤخرًا، أشار محمد بن عبد الكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، وهي منظمة عالمية مقرها السعودية مُتهمة بنشر التطرف، إلى درس للتعايش من الماضي الإسلامي. قال العيسى، وهو أيضًا وزير العدل السعودي السابق: “كان جار النبي محمد يهوديًا، وعندما كان مريضًا زاره النبي وقدّم له كلمات طيبة. لا يرغب المتشددون في معرفة ذلك”.
هذه النبرة الجديدة تجاه اليهود – وإسرائيل بدرجة أقل – أصبحت بارزة بشكل خاص في دول الخليج، بقيادة المملكة العربية السعودية. بالنسبة لهذه الملكيات السنية الغنية، تشكل إيران الشيعية والفارسية التهديد الحالي الأكثر إلحاحًا لمصالحهم. فهم ينظرون إلى الدولة اليهودية، وهي عدو للنظام في طهران ووكلاءها الإقليميين بما في ذلك ميليشيا حزب الله اللبناني، كحليف بحكم الأمر الواقع.
هذه الشراكة غير المحتملة اجتمعت مع صعود ولي ولي العهد السعودي الجديد محمد بن سلمان، مهندس الحرب اليمنية، الذي يريد ردًا أكثر قوة لإيران. كما تلقت الشراكة قوة دافعة جديدة منذ انتخاب دونالد ترامب، المرشح المفضل لإسرائيل ودول الخليج. أعلن البيت الأبيض الخميس أن زيارة ترامب الخارجية الأولى ستشهد توقفًا في كل من إسرائيل والسعودية.
في فبراير الماضي، قال اللواء أحمد عسيري النائب العام للمخابرات السعودية: “لدينا نفس العدو ونفس التهديد. كما أننا حليفان وثيقان للأميركيين”.
لعبت الضغوط من الخليج – وخاصة من قِبل قطر الداعمة لحماس منذ وقت طويل – دورًا رئيسيًا في قرار المجموعة الفلسطينية يوم الإثنين برفع الشكاوي ضد اليهود. سخرت إسرائيل من هذه التغييرات، مشيرة إلى أن حماس حافظت على هدفها المتمثل في “تحرير” كل فلسطين التاريخية – الأمر الذي يعني القضاء على الدولة اليهودية.
رغم ذلك، أشاد بعض المسؤولين الإسرائيليين بتحول الملكية الخليجية على حماس. يقول أيوب قرا، عضو حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والوزير العربي الوحيد في الحكومة الإسرائيلية: “معظم دعم حماس جاء من السعودية والخليج في الماضي. يتفهم الائتلاف السعودي الآن أكثر فأكثر أن حماس منظمة متطرفة، وأن التطرف والإرهاب يعارضانه أيضًا وليس ضد إسرائيل فقط”.
كذلك تشكل دول الخليج الرأي في جميع أنحاء العالم العربي، حيث إن معظم القنوات التلفزيونية المؤثرة والصحف العربية مملوكة إما لسعوديين أو قطريين أو إماراتيين. يقول أحمد الإبراهيم رجل الأعمال السعودي والمحلل السياسي: “في التلفزيون، لم نعد نسمع العبارات المعتادة مثل العدوان الإسرائيلي. يتعلق الأمر الآن بالعدوان الفارسي أكثر”.
لا يزال التعاطف مع القضية الفلسطينية ورفض إسرائيل عميقين في المنطقة، خاصة في البلدان البعيدة عن إيران، والتي لا تعتبرها تهديدًا كبيرًا. هذه المشاعر منتشرة على نطاق واسع بين شعوب دول الخليج أيضًا، لذلك حدث معظم التعاون الأخير مع إسرائيل – القائم على الاستخبارات والمسائل الأمنية – سرًا.
لكن بعض الخطوات الصغيرة كانت علنية، حيث قام وفد سعودي غير رسمي برئاسة جنرال متقاعد بزيارة القدس العام الماضي والتقى بمسؤولين اسرائيليين. كما سمحت الإمارات العربية المتحدة بمهمة إسرائيلية صغيرة إلى وكالة الطاقة المتجددة التابعة للأمم المتحدة ومقرها أبو ظبي. حاليًا يتباحث المسؤولون الإماراتيون ما إذا كانوا سيسمحون بمشاركة إسرائيلية منخفضة المستوى في معرض إكسبو العالمي لعام 2020.
يهز تآكل العداء العربي لإسرائيل العديد من الفلسطينيين. يقول أمين الكتلة العربية في البرلمان الإسرائيلي أيمن عودة: “أؤيد التطبيع بين إسرائيل وجميع الدول العربية بعد دقيقة من إقامة دولة فلسطينية مستقلة. ستضعف الاتفاقات بين إسرائيل والدول العربية قبل التوصل إلى حل من القضية الفلسطينية”.
كثيرون في الخليج يتغاضون عن مثل هذه الشكاوى. “تريد السعودية دائمًا دعم القضية الفلسطينية، وتفاوضت نيابة عنهم. كما أنفقت الكثير من المال نيابة عنهم” كما يقول إبراهيم. يضيف: “لكن لسوء الطالع، لا يريد الزعماء الفلسطينيون الانخراط في صفوفهم ولا يعملون لصالح شعبهم. لا يمكنك فقط أن تقول لا لكل شيء”.