هل سيحل السلام يوما على الشرق الأوسط؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 551
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

جو أبستيت – التقرير
ربما يحتاج الشرق الأوسط لتحقيق السلام إلى معجزة من الله كمعجزة نبيه موسى حين شق البحر الأحمر.
في الأساطير اليونانية، كانت حوريات البحر مخلوقات جميلة تغري البحارة بأصواتها العذبة المُنوِّمة حتى يتحطموا على الشعاب المرجانية.
في ملحمة هوميروس “الأوديسة”، جاءت السفن لتدمر الشِعاب الخشنة، حين سمع البحارة أغاني حوريات البحر. بدأت الأصوات الجميلة والقوية جدًا في فتنة البحارة، حتى أن البطل أوديسيوس، في محاولة للخلاص، أمر طاقمه بجلده على أحد صواري سفينته، وعدم فكه، حتى يصلوا في مياه آمنة.

هذا درس قد تعلمه الرؤساء الأمريكيون.
بعد انتقاده للرئيس باراك أوباما مرارًا بسبب سياسته الشرق الأوسط، قال المرشح دونالد ترامب أن أمريكا لم تحصل على شيء في المقابل. أمر الرئيس ترامب بشن ضربة صاروخية على قاعدة جوية سورية، يُقال إنها استُخدمت لشن هجمات بالأسلحة الكيماوية. اليمينيون أشادوا بالهجوم، قائلين أن هذا هو دليل على القيادة.
إلى أي نهاية؟ هل يعتقد أحد أن بشار الأسد لن يواصل قتل السوريين بوسائل أخرى؟
خلال لقاءاته الأخيرة مع العاهل الأردني الملك عبد الله، كتبت صحيفة “نيويورك بوست” أن “تقريرًا كشف أن الإدارة تريد استضافة قمة الشرق الأوسط بين إسرائيل وفلسطين في وقت مبكر من هذا الصيف”. كما قال ترامب إنه والملك عبد الله ناقشا “السلام في الشرق الأوسط بما في ذلك السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين”.
بما أن الزعماء الفلسطينيين الذين يعود تاريخهم إلى ياسر عرفات، يتشاركون مع الجماعات الإرهابية مثل حزب الله وداعش، في التعهد بعدم إقامة سلام مع إسرائيل. هذا لا يعني سوى شيء واحد: الضغط على إسرائيل لـ”بذل المزيد” من خلال التخلي عن أراضي إضافية لأعدائها، ومشاهدة هؤلاء الأعداء يستخدمون تلك الأراضي لتطوير جدولهم الزمني للقضاء على إسرائيل.
عندما سُألت سارة ستيرن، رئيس صندوق الوقائع في الشرق الأوسط، وهو مركز أبحاث وسياسات مؤيد لإسرائيل مقره واشنطن، عن هذا، أجابت في رسالة بالبريد الإلكتروني:
“بعد كل هذه السنوات من الخبرة في الشرق الأوسط، حان الوقت لأن ندرك أن النزاع الإسرائيلي الفلسطيني ليس وحده سبب المشكلة، بل هو نمو الإسلام الراديكالي والانقسام السُني مقابل الشيعة الذي يعود إلى 14 عامًا، إلى جانب انهيار الخطوط التي رسمتها اتفاقية سايكس بيكو، التي دمجت مختلف الفصائل في دولة واحدة، حيث لا يوجد قاسم مشترك”.
اتفاق سايكس بيكو -والمعروف باسم اتفاقية آسيا الصغرى- هو اتفاق سري تعسفي بين بريطانيا وفرنسا عام 1916، بموافقة الإمبراطورية الروسية، من أجل تقسيم المنطقة، بعد نجاح الثلاثي في هزيمة الإمبراطورية العثمانية.
عام 1921، التقى ونستون تشرشل، وهربرت صموئيل رئيس الحزب الليبرالي البريطاني، والملك الأردني عبد الله الأول في القدس، وأعادوا رسم خطوط بلاد الشام، بعد الصراعات التي اندلعت حتى قبل تأسيس إسرائيل عام 1948.
حاول كل رئيس أمريكى منذ دوايت أيزنهاور تقليص الصراع وتحقيق السلام في المنطقة، لكن السلام لا يمكن أن يتحقق إلا عندما يقرر الناس عدم القتال وقتل بعضهم البعض بعد الآن.
هذا ما حدث في أيرلندا الشمالية، لكن الطريق بعيد في الشرق الأوسط، فالأمر ربما يتطلب رئيس مع معجزة لإحلال السلام في الشرق الأوسط. استعراض موجز للتاريخ يثبت أن الصراع بين فلسطين والإسرائيليين ليس وحده سبب عدم الاستقرار، حيث تقاتل العرب فيما بينهم قبل 1948. كما أن الصراعات بين السنة والشيعة ليس لها علاقة بإسرائيل.
إذا كان ترامب يعتقد أنه يمكن أن يكون صانع السلام في نهاية المطاف، فهذا يعني أنه يستمع الآن إلى أغاني حوريات البحر ويتوجه مباشرة نحو التحطم على الشعاب المرجانية.