هي ستساهم زيارة سلمان الحالية في انقاذ الأردن من ازمته الاقتصادية الطاحنة؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2041
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

وما هي حجج المتفائلين والمتشائمين؟ وكيف ستكون انعكاساتها على القمة العربية؟
طغت الزيارة التي بدأت اليوم من قبل العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، الى الاردن على ترتيبات واخبار القمة العربية، بالنسبة للحكومة الأردنية على الاقل، لانها تعول عليها كثيرا للحصول على مساعدات مالية من الجارة النفطية الغنية، يمكن ان تساعد في تخفيف الازمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها البلاد حاليا، مضافا الى ذلك، فان المباحثات التي ستجري خلالها بين العاهلين السعودي والأردني يمكن ان تحدد مسار قمة البحر الميت، وطبيعة القرارات التي ستصدر عنها.
الإحصاءات الرسمية تقول ان حجم التبادل التجاري بين الدولتين الجارتين يصل الى خمسة مليارات دولار سنويا، وان حجم الاستثمارات السعودية في الأردن يصل الى 13 مليار دولار، وهناك آمال عريضة ان تؤدي هذه الزيارة الملكية، التي تعتبر الاولى من نوعها الى زيادة كبيرة في المجالين، أي التبادل التجاري وقطاع الاستثمارات.
الدكتور باسم عوض الله، مبعوث العاهل الأردني الى السعودية، والمعروف بعلاقاته الوثيقة بالاسرة الحاكمة في البلدين، ظهر على شاشة التلفزيون السعودي يوم امس متحدثا عن أهمية هذه الزيارة، ولكن ما لفت النظر في حديثه قوله “ان تعاون ودعم المملكة للاردن سيسهم في تصدينا للتحديات الأمنية والإقليمية”، وأضاف “الأردن يتطلع لجذب المزيد من الاستثمارات”، مشيرا الى “ان للصندوق السعودي للتنمية فضل كبير في دعم الكثير من المشاريع في الأردن”، ومن الطبيعي ان يضع الدكتور عوض الله كل بيضه في سلة الزيارة، لان فشلها سينعكس سلبا عليه شخصا.
التحديات الأمنية والإقليمية التي أشار اليها الدكتور عوض الله، ولم يفصح عنها بتفاصيل اكثر، هو ما يردده الأردنيون في مجالسهم الخاصة حول الخدمات الأمنية الكبيرة التي يقدمها الأردن في حماية حدود المملكة السعودية الشمالية الغربية، من حيث منع التهريب، ومحاربة الإرهاب، دون ان يحصل الا على القليل في المقابل، علاوة على اغلاقه الحدود السعودية في وجه موجات الهجرة وخاصة من سورية، اما التحديات الإقليمية فتتمثل في الشراكة الأردنية مع السعودية في الحرب في سورية، وضد الارهاب في العراق، وعضوية الأردن في التحالف العربي الذي يخوض الحرب في اليمن، وارسال قوات خاصة لحفظ “الاستقرار” في البحرين بطلب سعودي.
الدين الأردني العام وصل الى 37 مليار دولار، وتبلغ خدماته وفوائده حوالي ملياري دولار سنويا، بينما وصل العجز في ميزانية هذا العام حوالي المليار دولار، واضطرت حكومة الدكتور هاني الملقي الى فرض ضرائب باهظة على اكثر من مئة سلعة معظمها أساسية في محاولة لتعويض هذا العجز، بسبب توقف المساعدات المالية الخليجية في اطار المنحة السنوية المقدرة بحوالي مليار دولار سنويا ولخمس سنوات، واعتمدت اثناء انطلاق “الربيع العربي” ولم تجدد هذا العام.
ينقسم الخبراء الأردنيون، وبينهم رؤوساء وزراء سابقون، وخبراء من عتاة الاقتصاديين الى معسكرين، فيما يتعلق بزيارة العاهل السعودي والآمال الكبيرة المعلقة عليها:
المعسكر الأول: يعتقد ان هذه الزيارة ستعمق العلاقات الثنائية، وستثمر دعما ماليا اقتصاديا سعوديا ملموسا للاردن، لان هذا يصب في مصلحة البلدين، ولحرص السعودية على استمرار الدعم الأمني الأردني لحدودها، والدور الأردني في حروبها في اليمن وسورية، والتصدي للنفوذ الإيراني او عدم التقارب مع طهران على الأقل.
المعسكر الثاني: يشكك في تقديم أي دعم مالي سعودي الى الأردن بسبب الارهاق المالي السعودي، وانخراط السعودية في حروب استنزاف مالي باهظة التكاليف في اليمن وسورية، وتعرضها لابتزاز امريكي من قبل إدارة دونالد ترامب، سواء بضرورة دفع فاتورة حمايتها الامريكية على شكل استثمار 200 مليار في البنى التحتية الامريكية، او التعويضات المفترضة التي يمكن ان تتمخض عنها القضايا التي رفعها أهالي ضحايا هجمات الحادي عشر من سبتمبر امام محاكم أمريكية بمقتضى قانون “جاستا”، مضافا الى ذلك ان الشارع السعودي الذي بات يعاني من سياسات التقشف التي فرضتها عليه حكومته، بات يتحسس من مساعدات بلاده المالية للآخرين.
رئيس وزراء اردني اسبق يقف في معسكر المشككين قال لـ “راي اليوم” ان العاهل السعودي ربما يقدم وعودا مغرية بالمساعدات للاردن، ولكن السؤال هو عما اذا كانت هذه المساعدات ستطبق لاحقا ام لا، وضرب مثلا بالتسريبات السعودية الى الوفد المرافق للرئيس اللبناني ميشال عون اثناء زيارته الى الرياض قبل ثلاثة اشهر، وأفادت بان السعودية ستعيد احياء منحة الثلاثة مليارات دولار لتسليح الجيش وقوات الامن اللبنانية، ولكن لم يتغير أي شيء، وتبدد تفاؤل اللبنانيين حكومة وشعبا.
الأردن وفي ظل وجود ثلاثة ملايين لاجيء على ارضية النسبة الأكبر منهم من الاشقاء السوريين، وتفاقم الأعباء المالية الناجمة على ذلك، الى جانب أسباب أخرى عديدة، يراهن بقوة على دعم الضيف السعودي الزائر، وهو دعم يستحقه على اي حال، فهل يكون هذا الرهان في محله؟
نترك الإجابة للساعات القليلة، ومدى تجاوب العاهل السعودي وتقديره للاستقبال الحافل الذي يحظى به في العاصمة الأردنية، وتفهمه لظروف ضيوفه الاقتصادية الصعبة.
“راي اليوم”