السعودية في اليمن: حرب ضد حضارة العرب

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2133
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

مر عامان على الحرب السعودية ضد اليمن، ارتكب خلالهما التحالف السعودي أبشع المجازر بحق البشر ودمَّر ما استطاع إليه سبيلاً من الحجر، عابثاً بتاريخ إنساني تطلب تشكيله الاف السنين، وغدا بلحظات أثراً بعد عين.
تقرير رامي الخليل
لأن حضارتهم طفيلية لا تراث فيها، كان سخط آل سعود ضد اليمن، الدولة التي تمتاز بحضارة طاعنة في التاريخ، حرقت الرياض لتدميرها نحو 400 مليار دولار خلال عامين من الحرب عليها، ونجحت في تخريب الغنى العمراني لليمن، أحد أوجه تميزه التاريخي.
أكثر من 32 ألف ضحية بين شهيد وجريح خلَّفتها الحرب السعودية منذ بدايتها في مارس/آذار 2015، حتى وصفت الأمم المتحدة اليمن بأنه يمثل “أكبر أزمة إنسانية في العالم”. ولأن شهية الحقد لدى آل سعود لا تشبعها كثرة الدماء، كان تدمير تاريخ اليمن هدفاً أساساً، وهو ما فسَّره البعض بعقدة النقص لدى بعض المشاركين في التحالف السعودي، نظراً إلى أنهم لا يمتلكون تراثاً أو حضارة.
ورصد “المركز القانوني للحقوق والتنمية في اليمن” في إحصاء جديدأً يفيد بأن “التحالف السعودي” استهدف حتى اليوم نحو 206 معالم أثرية تم تدميرها بشكل كامل أو جزئي، هذا بالإضافة إلى تدمير مئات المدارس والمعاهد والجامعات، فضلاً عن الدمار اللاحق بمنازل المدنيين والبنى التحتية وحكومية.
وأوضح رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف اليمنية مهند السياني أن طائرات التحالف دمرت المتحف الوطني في ذِمار، وهو كان يحتوي على حوالي 12 ألف قطعة أثرية، أهمها منبر الجامع الكبير، والذي يعود عمرُه إلى أكثر من ألف سنة، كما تم استهداف وتدمير قلعة القاهرة التاريخية التي يعود تاريخ بنائها إلى عهد الدولة الصُليحية، وهي تعد النواة الأولى لنشأة مدينة تعز، والتي ترجع إلى القرن الثاني عشر الميلادي.
ومن بين المواقع الأثرية والمآثر المعمارية والتاريخية تم تدمير مسجد ومدرسة العامرية في مدينة رداع، كما دمرت الطائرات مبان عدة في صنعاء القديمة، وهي مبان وصفتها الأمم المتحدة بأنها “من أقدم جواهر” الحضارة الاسلامية، كما قصفت تلك الطائرات سد مأرب 5 مرات بهدف تدميره، وهو أحد أقدم السدود الحجرية في العالم، ويعود إلى الألفية الأولى قبل الميلاد.
ليست الحرب السعودية موجهة ضد اليمنيين فحسب، بل يمكن تسميتها بحرب على الإنسانية جمعاء، خاصة وأن التراث والحضارة يصبان في خانة الكنوز الإنسانية والتاريخية، وعليه فإنه لا عجب بالقول إن أفظع تشويه ارتكبه “التحالف السعودي” بحق التاريخ إنما يتمثل في حربه على اليمن.