“الشعب يُريد حياة الكومباوندات”: السعوديون يُطالبون بحياة شبيهة بمعايير ورفاهية حياة “الأجانب” الساكنين في “فلل” شركة “أرامكو”..

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2305
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

“التقشّف” عصف بالمُرفّهين ووضعهم في مُقارنة.. حياة تُخالف التقاليد وتصطدم مع التيار الديني و”الأمن والأمان” في مُواجهة المطالب الشعبية
عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:
على خلفية انتشار فيديو، كانت قد صوّرته شركة “أرامكو” السعودية العام 2014، يُصوّر المعايير العالية، والحياة المُرفّهة التي يعيشها “الأجانب” العاملين داخل أسوار فيما يُعرف “بالكومباوند” أو فلل سكنية مُتلاصقة ببعضها، تجمع من الميزات في مكان واحد، والتي قد لا تتوفّر داخل المدن السعودية، كالمسابح والأندية الرياضية المُختلطة، إضافة إلى السينما، والمراكز التجارية التي لا تخضع لرقابة المؤسسة الدينية، على خلفية الفيديو المُتداول، طالب الشعب السعودي عبر موقع التدوينات القصيرة “تويتر” بتلك الحياة المحروم منها بدوره.
وعبر وسم “هاشتاق”، “الشعب يُريد حياة الكومباوندات”، طالب المواطنين في العربية السعودية، بحياة مُماثلة لتلك الحياة التي يعيشها الوافد الأجنبي على أرض بلادهم، كما عقدوا مُقارنة بين المرافق العامة التي توفّرها الدولة، وبين الحدائق التي وصفوها بالجنة، كما سخر بعضهم من قرارات المنع التي تقرها الحكومة السعودية يومياً ضدهم، بينما تترك هؤلاء في “كومباوند” أرامكو وغيرها، حتى يتصرفوا كما يشاؤون.
“توتو” طالبت بدورها بنادي صحي لنساء السعودية في كل حي، أما بندر الدريب فدعا الشعب إلى عدم السير وراء المشائخ حتى تتحق هذه المطالب، وتصبح الحياة العامة على الطريقة الأمريكية، تالا المطيري ترحّمت على أجدادها الذين تعبوا على حد توصيفها لتعمير البلاد، ليأتي الأجنبي ويأخذ هذا بكل سهولة، عابر سبيل عرض مشاهد لفقراء بلاده، وحمّل السلطات مسؤولية حالتهم، أما حميد الحارثي فقد شكر الله على نعمة الأمن والأمان في بلاده.
مراقبون، يرون أن الشعب السعودي، يعلم علم اليقين كيف هي صورة حياة الأجانب في بلادهم، وخاصة الغربيين منهم على أراضي “الكومباوند” المُسوّرة، وهذا الفيديو الذي يعود لأرامكو لا يكشف أمراً مخفياً الذي يُعد بمثابة الفضيحة، فالكثير من السعوديين لهم أصدقاء في تلك الفلل الخاصة، ويتبادلون معهم الزيارات.
وعلى وقع القرارات التقشّفية التي بدأت تعصف بالبلاد، بدأوا لكنهم يشعرون بهذه الفوارق الطبقية بينهم، وبين غيرهم من حملة الجنسيات المُرفّهين على حساب بلادهم، وعليه جاءت تلك المُطالبات بهذه الحياة المُختلفة، خاصة أن هناك تقصير كبير من الحكومة تُجاه المرافق العامة، والأحياء الفقيرة، إذا ما تم مُقارنتها بتلك المرافق التابعة لأرامكو التي يُشبهها أهل بلاد الحرمين بجنّة الله على الأرض، يقول مراقبون.
مثل تلك المُطالبات، وفق مختصين بالشأن المحلي، بالطبع ستصطدم بعادات وتقاليد المجتمع السعودي، كما ستسبب الامتعاض للتيار الديني، فالمجتمع السعودي بطبعه مُنغلق بحكم قوانين الشريعة الإسلامية التي تُحرّم الاختلاط، وبالتالي هو يُطالب بحياة لا طاقة له به لو طُبّقت، ورموز المؤسسة الدينية ستعتبرها بالأساس، عُهراً يُخرج السعودية كلها من الملّة، وسيُحوّلها بحسب المختصين إلى بلاد غربية كافرة، لكن ومع كل هذا يرى تيار إصلاحي في المملكة، يعتمد الليبرالية أسلوب حياة، أنه يُمكن لسلطات المملكة، الجمع والتوفيق بين الحياتين، حياة مُرفّهة على طريقة مرافق وفلل أرامكو، تحترم أسس حياة الشريعة الإسلامية، على حد قول التيار الإصلاحي.
الشعب السعودي اعتاد سماع نغمة “الأمن والأمان المُرفّه”، لكنه اليوم يبدو أنه يُعمل على تحميله جميل “الأمن والأمان”، دون ألحان “الرفاهية”، فبحسب مُطّلعين يُصر صانعوا القرار في السعودية، على ربط خدمات الدولة كلها، وإرفاقها بجميل الأمن والأمان، وأنه لولا تواجد الأخير، لما تمكّن المواطن السعودي من ممارسة حياته الطبيعية، وعليه فإن كل الدعوات والمُطالبات الشعبية التي تخرج بين الفينة والأخرى، لا قيمة لها، فهي ستُؤثّر على الأمان، الذي تحرص السلطات على إبقاء خشية المواطن من فقده (الأمان)، وتعمل على ألا يتجاوز حدوده، أو حدودها بالأحرى بمبرر عدم فقده الأمان، حتى لو ساءت الظروف الأخرى بفعل أخطاء السلطات نفسها، يقول مُطّلعون.