حملة سُعودية تَستهدف شخص الرئيس بشار الأسد وتَستخدم أوصاف مُعيبة بحقّه..

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1559
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الهجوم الكلامي تزامن مع انتصار الجيش السوري في حلب وبرنامج “واتس آب” أصبح أرض المَعركة.. مقاطع فيديو تحريضية أشبه بالأفلام الوثائقية القصيرة.. سُلطات المملكة تُواصل “تتبّع″ مُؤيّديه وسط انشغال مُواطنيها بالميزانية و”السياسات التقشّفيّة”
عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:
ضِمن حَملة مُكثّفة، يبدو أن “المباحث” السعودية تُديرها، امتلأت برامج المُحادثات في المملكة، وأشهرها “الواتس آب”، ويَجري تداولها على نطاقٍ واسع في “الفيسبوك”، و”تويتر”، امتلأت بنصوص، ومقاطع فيديو، تَستهدف شخص الرئيس السوري بشار الأسد، وتَصفه بأوصاف مُعيبة، انحدرت لمستويات لا تليق بالصورة الرسمية التي تتعامل فيها الدول فيما بينها، حتى لو في حالات الخصومة والعداء.
العديد من مقاطع الفيديو المُتداولة التي وَصلت “لرأي اليوم”، بَدت وكأنها مُعدّة بشكلٍ احترافي، وأخرى أُعدت بشكلٍ سريع، فهناك مقاطع تَجمع مقاطع من خطابات سابقة للرئيس السوري، لكنها مُمنتجة بطريقة “احترافية”، تتعمّد الإساءة للأسد، وفي مقاطع أخرى لجأت المباحث فيها إلى الهجوم الديني على طائفة الرئيس “العلوية”، في عرض أقرب إلى الأفلام الوثائقية القصيرة، والتي أُعدت لغايات هُجومية، وتحريضية، وطائفية.
لاحظت “رأي اليوم” أن توقيت الحملة الهجومية ضد رئيس سورية، جاءت بالتزامن مع هزيمة الجماعات المُسلّحة التي تدعمها السعودية على يد الجيش العربي السوري، وكانت المُحرّك الأساسي لانطلاقها في الداخل السعودي، وهي حملة مُنظّمة، تُحاول مَنع أيّ تعاطفٍ شعبي مع القيادة السورية، أو حتى طرق باب الملامة لتدخّلات بلاد الحرمين، في شُؤون دولة عربية “شقيقة”، وإسلامية.
ومع بدء حملة تشويه رئيس سورية غير المَسبوقة تلك، تتواصل حملات تتبّع المُؤيدين له من السوريين وغيرهم المُقيمين على الأراضي السعودية، وتُواصل المباحث دعوة المُواطنين للتبليغ عنهم عبر روابط إلكترونية، تحت مُسمّى “التعاطف مع دماء السوريين في حلب”، والمجازر التي ارتكبت بحقّهم.
يَستبعد مراقبون أن تستطيع تلك الحملة “تشويه” صورة بشار الأسد، وهذه الحملة باعتقادهم، ليست إلا آخر المُحاولات الإعلامية، لكن على الجبهات الداخلية السعودية، لكسب الرأي العام المحلّي ضدّه، وهو الذي لطالما هدّدت بلادهم إسقاطه بالقوّة، وضَربت بطُموح مُعارضيه الطامعين بالسلطة، عرض الحائط بعد ذلك، يقول مراقبون.
السعوديون، وخاصّة الطبقة الوسطى والفقيرة منهم، لم يَعد يَهمهم اليوم مُطلقاً، بقاء أو سقوط الرئيس الأسد كما في ماضيهم المُرفّه منذ ست سنوات، والمُتتبّع لآرائهم على موقع التدوينات القصيرة تويتر، يَلحظ مدى الإحباط الذي يُصيبهم، جراء سياسات حكومة بلادهم “الفاشلة” في سورية وحتى اليمن، تلك التي دفعتهم إلى “سياسات تقشّفيّة”، لن تَعصف “حزماً” إلا بجيوبهم “المُرفّهة”، وتَفرض على سلعهم الضريبة.
وما انشغال السعوديين على مواقع التواصل الاجتماعي بميزانية العام الجديد التي أُعلن عنها لأيام، والتشكيك بمصداقيتها، وبرامج دعمها “المزعومة”، ليس إلا دليل قاطع على هامشية الملف السوري بالنسبة لمُواطني بلاد الحرمين، ودليل غناء حُكومتهم على ليلى غير مَصالحهم.