هل فشلت الوساطة بين السعودية ومصر؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 317
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

عبداللطيف التركي& هند بشندي – التقرير
بضع ساعات فصلت بين مغادرة رئيس النظام المصري، عبدالفتاح السيسي، مطار الرئاسة في أبوظبي، بعد زيارة رسمية استمرت يومين، ووصول العاهل السعودي، الملك سلمان نفس المطار، مستهلا جولته الخليجية، التي تشمل الإمارات وقطر والبحرين، وتختتم بالكويت، ويتخللها حضور قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية السابعة والثلاثين، التي تستضيفها مملكة البحرين يومي الثلاثاء والأربعاء 6-7 ديسمبر القادم.

المشروع الروسي البداية
التطلعات كانت تترقب، لقاءً بين “السيسي” و”سلمان”، بوساطة إماراتية، ينهي ما تردد عن “جفوة” و”فتور”، في العلاقات بين البلدين، بدأت منذ تصويت المندوب المصري في الأمم المتحدة مع المشروع الروسي في الخاص بسوريا، الأمر الذي أثار غضب السعودية، وانتقده مندوب السعودية في الأمم المتحدة، عبد الله المُعلمي، وعبر عن ألمه أن يكون موقف السنغال وماليزيا أقربَ إلى الموقف العربي.

اول انتقاد علني؟
وتصريحات “المعلمي”، تعد أول نقد رسمي علتي سعودي للنظام المصري، بعد أن شاب مواقفها تحولات وابتعاد عن الموقف التوافقي العربي، بشأن القضايا المشتركة خصوصًا الشأن السوري، بالتوازي مع تقارب مع جهات أخرى غير عربية، لكن صدرت من الجانب السعودي مواقف شبه رسمية أكثر حدة ووضوحا، حيث عبر سلمان الأنصاري، رئيس اللوبي السعودي في أمريكا أو ما يعرف بـ (سابراك) عن استياء وصل حد التشكيك بمكانة مصر في البيت العربي، ورغم الدعم السعودي السخي للسلطة الحالية في مصر سياسيا واقتصاديا، فقد تعرضت العلاقات بين الطرفين لأكثر من هزة، خصوصا في الآونة الأخيرة.

المواقف المثيرة
السيسي، الذي غادر أبوظبي صباح السبت، في حين وصلها العاهل السعودي مساء اليوم نفسه، ما أثار تساؤلات بشأن فشل الوساطة الإماراتية بين القاهرة والرياض، وأشار البعض إلى “هوة” صارت تفصل بين البلدين، خصوصا بعد المواقف المثيرة للجدل التي تتخذها القيادة المصرية تجاه الأزمة السورية، والموقف من بشار الأسد، وما يحدث في العراق، وحضور القمة العربية الإفريقية، التي قاطعتها السعودية و8 دول عربية، بسبب حضور الوفد الصحراوي، الذي أثار غضب المغرب، الحليف الاستراتيجي للسعودية ودول الخليج.
ووصل السيسي إلى الإمارات، الخميس الماضي في زيارة عقد خلالها مباحثات مع ولي عهد أبوظبي بشأن القضايا العربية، والعلاقات المشتركة، وشارك في فعاليات العيد الوطني الـ45 للإمارات، الذي يوافق 2 ديسمبر/كانون من كل عام.
وترافق مع وصوله تقارير إعلامية عن مساعٍ تقودها الإمارات، لطي خلاف طرأ أخيرًا على العلاقات المصرية السعودية.
ومساء الجمعة الماضية، وصل الأمير خالد الفيصل مستشار العاهل السعودي، أمير منطقة مكة المكرمة، إلى الإمارات، لترؤس وفد المملكة في أعمال المؤتمر الدولي “الحفاظ على التراث الثقافي المهدد بالخطر”، الذي اختتم أعماله يوم السبت في العاصمة الإماراتية أبو ظبي.

هل التقى الفيصل والسيسي؟
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس” إن مشاركة الفيصل، تأتي “نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز”، ولم يعرف بعد ما إذا كان عُقد لقاء بين مستشار العاهل السعودي، والرئيس المصري أم لا؟
وطبقا لصحيفة ” الأخبار اللبنانية”، فشلت الإمارات في ترتيب قمة بين رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي والملك سلمان، وقالت إن القيادة الإماراتية بذلت جهودًا كبيرة، من أجل إصلاح ما أفسدته اختلاف الرؤى السياسية بين البلدين.

قمة برعاية أبو ظبي
وطبقا للصحيفة اللبنانية، فإن الرئاسة المصرية، سربت خبرا عن وجود قمة بين الجانبين، قبل سفر السيسي إلى أبو ظبي ، لحضور الاحتفال بالعيد الوطني للإمارات، وأشارت المصادر إلى أن هذه المفاوضات حتى مساء الجمعة الماضية، باءت بالفشل، بسبب تمسك كل من السيسي وسلمان، بأن يبادر الآخر بالاعتذار وتقديم تنازلات .

التوتر في العلاقات
التوتر في العلاقات “السعودية – المصرية” بات ملموسًا، مع استمرار رفض الجانبين المصري والسعودي تقديم أي تنازلات في خطوات المصالحة، التي تينتها الإمارات والكويت، باعتراف من مسؤولين في القاهرة والرياض. وأوقفت الأخيرة أخيراً إمداد مصر بشحنات البترول، المتفق عليها من شركة «أرامكو»، تعبيرًا عن تصاعد الخلافات بين البلدين.

«خديعة كبرى»
الرئاسة المصرية، أعلنت قبل سفر عبد الفتاح السيسي إلى الإمارات، أن الزيارة تستغرق يومين فقط، بما يعني أن السيسي سيغادر قبل وصول الملك السعودي سلمان إلى أبو ظبي، مشاركاً في احتفالات الإمارات بالعيد الوطني، وقالت مصادر سعودية إن الرياض تعرضت لـ«خديعة كبرى» من القاهرة، فبعدما قدموا مساعدات عدة، لم يحصلوا على ما توقعوه من نظام السيسي، سواء سياسيًا في تأييد التحركات السعودية عربيًا، أو بتسليم جزيرتي تيران وصنافير للمملكة، بالرغم من توقيع الاتفاقية بين رئيس الحكومة المصرية وولي ولي العهد محمد بن سلمان.

روابط الأخوة
العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصل للإمارات في مستهل جولة خليجية، يزور خلالها كلاً من قطر والبحرين والكويت، وقال بيان الديوان الملكي إن الجولة تأتي “انطلاقاً من حرص خادم الحرمين الشريفين على التواصل مع قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، خدمة لمصلحة شعوب دول المجلس، وتعزيزا لروابط الأخوة بين السعودية ودول المجلس”.

قمة البحرين
وأشار البيان إلى أن الملك سلمان سيلتقي خلال جولته الخليجية، قادة تلك الدول وعدداً من المسؤولين، لبحث العلاقات وسبل تعزيزها في المجالات كافة، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما سيحضر الدورة السابعة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي ستنعقد في البحرين ( القمة الخليجية يومي 6 و7 ديسمبر الجاري)، ولم يحدد البيان موعد نهاية الجولة.
وتعد هذه أول جولة خليجية للملك سلمان منذ توليه الحكم في 23 يناير/كانون ثان 2015، كما أنها تعد أول زيارة رسمية له للدول الخليجية الأربع.

لماذا لم تعقد؟
تواترت الأنباء والمعلومات على مدى الساعات الماضية بشأن قمة ستعقد في أبو ظبي، على هامش احتفال دولة الإمارات بالعيد الوطني الخامس والأربعين.
وبعد تساؤلات عن سبب عدم عقد القمة المنتظرة، قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية في تصريحات صحفية، إن الزيارة كانت تهدف إلى إجراء مباحثات ثنائية مع قادة دولة الإمارات وحضور فعاليات العيد الوطني.
أضاف أن زيارة الرئيس إلى الإمارات العربية المتحدة، تمت وفقا للمواعيد المحددة لها سلفا، دون حدوث أي تعديل، سواء في مدة الزيارة أو برنامج الرئيس.
وكان النائب البرلماني المصري مصطفى بكري، دون عبر حسابه على موقع “تويتر”، الأربعاء الماضي، إن “هذه الزيارة تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات المصرية – السعودية سحابة صيف، آن لها أن تنقشع عبر الدعوة الكريمة التي وجهها الشيخ محمد بن زايد للرئيس السيسي والملك سلمان، والترتيب لعقد قمة بينهما لتصفية الأجواء بين البلدين الشقيقين، الذين تربطهما علاقات تاريخية وأخوية، قادرة على تجاوز أي أزمات طارئة بين البلدين”.
وأوضح بكري أنه “علم من مصادر خاصة، أن هناك اتجاها لعقد قمة ثلاثية بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والملك سلمان بن عبدالعزيز والشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي”، وأضاف أن “الشيخ محمد بن زايد طرح خلال زيارته الأخيرة للقاهرة عقد قمه ثلاثية في الإمارات، ما لقى تجاوبا من الرئيس السيسي والملك سلمان”.

جهود الوساطة
تسعى الإمارات للقيام بدور الوساطة؛ حيث قام الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي، بزيارة إلى القاهرة في العاشر من نوفمبر الماضي، التقى خلالها السيسي، وأكد خلالها أهمية مواصلة العمل على توحيد الصف العربي.
وتوجه الشيخ محمد بن زايد بعدها إلى العاصمة السعودية الرياض، لمقابلة المسؤولين السعوديين، لتقريب وجهات النظر بين البلدين.