يرفض آل سعود وقف الحرب على اليمن

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 993
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

مرّ أكثر من عشرين شهراً على قيام عاصفة حزم الرملية التي هبت على قاعدة بنك أهداف انتقامية، وهي تعبر بكل أبعادها عن مستوى الحقد والضغينة الوهابية حيث يُطحن فيها البشر والحجر والشجر ويُستهدف كل شيء على أرض اليمن، وفرضوا حصارا تجويعيا على 26 مليون يمني يعيش ثلاثة أرباعهم مجاعة مدقعة وإمراضاً قاتلة، لأن آل سعود الذين أطلقوا أوزار هذه العاصفة كانوا يعتقدون أنهم قادرين على كسر أنوف اليمنيين، وإجبارهم على رفع الراية البيضاء وهم أذلة صاغرين.

 

آل سعود يعتقدون بأنهم في وضع يؤهلهم إملاء شروطهم، حيث باتوا يعرقلون وينسفون كل مفاوضات التهدئة وأي وقفا لإطلاق النار وإنهاء الحرب وتبعاتها، لأنهم يريدون صلح كصلح الإغريق مع طروادة الذي أبادها واستأصل أهلها عن بكرة أبيهم نكالا بتضحياتهم وصمودهم.

 

إن كل ما قيل عن صدور قرار بوقف إطلاق النار في الآونة الأخيرة أو في المرات السابقة وآخر تصريح لغلام آل سعود الخنثى عادل الجبير (بأن بلاده تريد وقفا لإطلاق النار أمس وليس اليوم). كانت هذه مجرد قنابل دخان، وذرا للرماد في العيون وحلقة من مسلسل (الضحك على الذقون). لان آل سعود يبحثون عن نصر ولو بشكل مصغر مهما كان الثمن أو العثور على صيد ثمين لأحد أقطاب الثورة اليمنية ليقصموا به ظهر اليمنيين، ولكن اليمنيين يعرفون خيوط اللعبة جيدا ويعلمون بحقيقة ونوايا السعوديين وقنابلهم الدخانية هذه، مثلما يعلمون إن آل سعود يتبنون سياسة الترهيب والتخريب لإرجاع اليمن إلى العصور القديمة لأجل كسب ود عملاء جدد وصنع حكومات عميلة تخدم مصالحهم وبعدها يتم ضم اليمن إلى حكهم وتوزيع أراضيه على بقية ديناصورات عبد العزيز.

 

إن آل سعود تمادوا في الحرب واستأسدوا استئساد الضباع وأفرطوا بالإجرام والدمار وارتكبوا المجازر تلو المجازر وقد منوا بالكثير من الفشل والنكسات والنتائج الصفرية، وأصبحوا يتفاخرون ويتباهون بها وهي بكل أبعادها مثير للسخرية والاحتقار، لأنها حرب دارت رحاها بين الغنى الفاحش والفقر المدقع، وبين ناطحات سحاب شاهقة وبيوت طين وصفيح هاوية، فأهل اليمن ليس لديهم شيء يخسروه وقد اعتادوا أن يأكلوا وجبة واحدة في اليوم وحياتهم ليست كحياة سكان دويلات حوض الخليج الذين سرعان ما يموت 75٪ منهم إذا تأخرت طبخة الكبسة عنهم لسويعات معدودة لان كروشهم المترهلة بالبلادة والرفاهية الزائفة تأبى تأخير الطعام.

 

فآل سعود اليوم غرقوا في الكثير من الإخفاقات ومنوا بهزائم موجعة بعدما كانوا يعتقدون بان بإمكانهم تدمير دول ومسحها من الخريطة، حتى أصبح العالم اليوم ينظر إليهم كقطة جائعة تخرج أظافرها التي تقلمت من كثرة الخدش ولم يتبقى لديها سوى أنياب أعجز من أن تقوى على قضم أي شيء إذا وجدته.

 

الأزمة اليمنية تزداد تعقيدا والقتل والتدمير يزدادان سعيرا وال سعود لا يهمهم شيء سوى تدمير اليمن والعالم الآسن وعلى رأسه (منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن) ما زال في نوم عميق يتقلب بين أحلام وردية ومعلق آماله وينتظر من آل سعود وعواصفهم المشؤمة أن يصنعوا له حلا سلميا ووقفا لإطلاق النار في شبه الجزيرة العربية لان هذه الجرائم الفظيعة وشلالات الدم وعجاج الخراب وكثرة الدمار لم تحرك ضميره العفن بعد، وآل سعود اليوم في صدد إنشاء عاصفة ثالثة وتكون أكثر فتكا وتدميرا من أخواتها السابقات ليختموا بها مسيرتهم الانتقامية.

 

وسيبقى اليمن حصنا حصينا تتكسر على أسواره أنوف الغزاة ورؤوسهم الخاوية، ويبقى سعيدا عزيزا شامخا إلى الأبد.

يحيا اليمن مهما جار الزمن، وطالت سنون المحن يحيا اليمن.

مع تحيات رئيس مركز الحرمين للإعلام الإسلامي