استكمالا لـ”رؤية2030″.. المملكة تستثمر في أكبر منصة عربية للتجارة الإلكترونية

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1592
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

فور برس – التقرير
استطاعت المملكة العربية السعودية، بفضل رؤية 2030، التي طرحها الأمير الشاب، ولي ولي العهد محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، في الخروج بالمملكة من عباءة النفط، حيث أعلنت مجموعة من المستثمرين بقيادة رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار، وصندوق الاستثمارات العامة السعودي، إطلاق أكبر منصة للتجارة الإلكترونية في العالم العربي، باسم “نون.كوم” NOON.COM.
وعقد مؤتمر صحافي في دبي، الأحد، للإعلان عن هذه المنصة الضخمة، التي سيستثمر فيها صندوق الاستثمارات العامة السعودي بحصة 50%، وستباشر المنصة عملها في السعودية والإمارات في نفس الوقت، وستكون البداية من خلال عرض 20 مليون منتج، وستمثل المنصة وجهة تسوق إلكترونية جديدة، تمثل نقلة نوعية في قطاع التجارة الإلكترونية بالمنطقة.
ومن المنتظر إطلاق منصة نون.كوم للتجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط خلال يناير 2017، مما يضع تجربة التسوق الإلكتروني في المنطقة على عتبة تغيير تاريخي وينقلها إلى فضاء جديد كليًا، وستكون “نون” أكبر شركة تجارة إلكترونية في المنطقة على الإطلاق، وستعتمد نموذج عمل مبتكر يوفر خدمة توصيل سريعة إلى باب المستهلك مع باقة منتجات واسعة تغطي جميع الفئات الاستهلاكية.

استثمارات “نون.كوم”
وتبلغ استثمارات “نون” الأولية مليار دولار أمريكي، وتعتزم مبدئيًا تقديم خدماتها للمستهلكين في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، مع خطط توسع مستقبلية تهدف لتغطية كامل أسواق دول الشرق الأوسط خلال فترة وجيزة.
وتهدف الشركة إلى رفع مبيعات التجارة الإلكترونية الحالية في المنطقة خلال عقد من الزمان من 3 مليارات دولار أمريكي، أو ما يعادل 2% من إجمالي المبيعات وحركة التجارة في أسواق المنطقة، إلى 70 مليار دولار أمريكي، أو ما يعادل 15% مستقبلاً.
ومن المتوقع أن يحقق مشروع “نون” عند إطلاقه مجموعة من الإنجازات غير المسبوقة في المنطقة، من بينها توفير أكبر تشكيلة من السلع والمنتجات في الشرق الأوسط تضم 20 مليون منتج تغطي مجالات الأزياء، والإلكترونيات، والكتب، ومستلزمات المنازل والحدائق، والرياضات والنزهات، والصحة والجمال، والعناية الشخصية، والألعاب، ومنتجات الأطفال والمواليد الجدد، وغيرها، إضافة إلى مساحة تخزينية تزيد على 10 ملايين قدم مربعة، منها مركز لتوضيب الطلبيات في الإمارات تتجاوز مساحته 3,5 مليون قدم مربعة، أو ما يزيد على مساحة 60 ملعبًا لكرة القدم.
ويستهدف المشروع أن تكون خدمة التوصيل في اليوم نفسه بواسطة “نون للنقل”، وهي خدمة توصيل سريع تابعة للشركة، كما ستكون بوابة الدفع الإلكترونية NoonPay مبتكرة وآمنة.
وقال فضيل بن تركية، الرئيس التنفيذي لشركة “نون”، إن الالتزام بتوفير الخدمات التي تتمحور حول رضا العملاء والابتكارات التقنية المتطورة ستشكلان معًا الدعامة الأساسية لنجاح “نون”، وأوضح أن “نون” ستوفر منظومة متكاملة لتجارة التجزئة من خلال تطبيقها المحمول والموقع الإلكتروني noon.com، حيث قال: “نتطلع لنغدو الشريك المفضل لجميع التجار الكبار والصغار”.
ويمتلك فريق العمل الذي تم حشده لإدارة “نون” خبرة كبيرة في مجال التجارة الإلكترونية، اكتسبها من العمل لدى رواد القطاع، مثل “أمازون”، و”آبل”، و”باي بال”، و”إي باي”، و”جوجل”، و”فليب كارت”، وغيرها.

خطة ولي ولي العهد (2030)
وكان مجلس الوزراء السعودي، الذي ترأسه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، قد وافق على خطة “رؤية السعودية 2030″، وهي خطة تهدف لتحرير الاقتصاد من الاعتماد على النفط، والتي عرضها الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية.
وتتضمن الخطة رؤية السعودية في تحديد أهدافها الاقتصادية للأعوام الـ15 المقبلة، وتضع جدول أعمال موسعًا لتحقيقها، كما تشمل إصلاحات جذرية في الموازنة العامة، وتغييرات تنظيمية، ويرى البعض أن هذه الخطة، التي سميت “خطة التحول الوطني”، ستعمل على توفير الوظائف وإتاحة فرص اقتصادية جديدة، وربما المزيد من الحريات الاجتماعية، كالسماح للمرأة بقيادة السيارة، بينما يرى البعض الآخر أن الخطة لن تحدث تغييرًا كبيرًا في المجتمع السعودي.
ويتخوف بعض السعوديين من أن تؤثر برامج الإصلاح على مستويات الدخل، مع لجوء الحكومة لخفض دعمها للطاقة والمرافق العامة، وتباطؤ وتيرة زيادة الرواتب في القطاع الحكومي الذي يوظف الكثير من المواطنين، ووفقًا لمحللين اقتصاديين، فإن أهم التحديات التي تواجهها الخطة هو مدى قدرة الوزارات الحكومية على تحمل متطلبات التحول الوطني الذي يعتمد في مدخلاته على فكر القطاع الخاص، خاصة ما يتعلق منه بالإنتاجية، والقياس، والعمل وفق خطط استراتيجية للوصول إلى تحقيق أهداف محددة.
يُشار إلى أن ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يشرف على عدد من الوزارات، من بينها وزارة الدفاع والمالية والنفط والاقتصاد، من خلال مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، هذا وتم إطلاق حساب خاص بخطة التحول الوطني السعودية تحت اسم “رؤية السعودية 2030” على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” لمتابعة إطلاقها.

الوصول لأسواق رأس المال
في 20 أكتوبر الجاري، تمكنت السعودية من جمع 17.5 مليار دولار أمريكي من السندات في أول اقتراض للمملكة من السوق الدولية، وفق ما أعلن مصرف HSBC الذي شارك في الإشراف على العملية، وقال جان مارك ميرسييه من مجلس إدارة قسم أسواق السندات في المصرف لوكالة الصحافة الفرنسية، إن هذا المبلغ يؤكد نجاح وصول المملكة إلى أسواق رأس المال.
وتقسم المبالغ التي اقترضتها السعودية إلى ثلاث شرائح، حسب المصرف؛ الأولى قدرها 5.5 مليار دولار على خمس سنوات بنسبة فوائد اسمية سنوية تبلغ 2.375 %، والثانية قدرها 5.5 مليار دولار أيضًا لـ10 سنوات بنسبة 3.25 في المئة، والثالثة قدرها 6.5 مليارًا لـ30 سنة بنسبة 4.5 في المئة، ويبلغ معدل الفائدة السنوية الفعلية التي ستسددها المملكة على مجمل المبالغ المقترضة 2.588 في المئة لخمس سنوات، و3.407 في المئة لـ10 سنوات، و4.623 في المئة لـ30 سنة.
وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال”، إن أول عملية اقتراض للسعودية بعد طرحها أسعار سنداتها الدولية استقطبت طيفًا واسعًا من المستثمرين الأجانب حول العالم، وبحسب خبراء ماليين، شارك في “الصفقة السعودية” – كما تصفها الصحيفة – مستثمرون من خارج نطاق المتابعين التقليديين لتلك العمليات في سوق السندات الدولية، ليشمل ذلك بنوكًا مركزية آسيوية وصناديق استثمار أوروبية إلى جانب بنوك من منطقة الشرق الأوسط أيضًا.
ويختلف هذا الوضع –حسب وول ستريت جورنال– عما جرى عندما باعت قطر سنداتها الدولية بقيمة تسعة مليارات دولار مطلع هذا العام، باستئثار المستثمرين الأمريكيين والأوروبيين حينها.