سلمان رجل السيف والحزام

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1136
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

بعد موت الملك عبد الله عام 2015 أمتطى سلمان العرش، ليصبح رقم 7 حسب تسلسل ملوك السعودية، وهو أيضا يحمل رقم 25 حسب التسلسل الذكوري لأبناء عبد العزيز آل سعود، وكذلك يحمل رقم 4 حسب تسلسل أبناء حصة بنت أحمد السديرية.

وإن سلمان يعتبر موسوعة مرضية كاملة بأنواعها وأصنافها ومنها مرض (العته الوعائي) أو بعبارة أبسط خرف الأوعية الدموية أي (الزهايمر)، وعلاوة على كثرة أمراضه وعلله سمات البلهاء والبلداء التي طغت عليه وعلى جميع تصرفاته؟! وقد كان سلفه عبد الله أبرع وأبدع منه بالبلاهة والبلادة حيث لم يميز الشعب السعودي من باقي الشعوب المجاورة الذي يصفه بـ (الشعب السعودي الشقيق)؟! وقبل الملك عبد الله كان سلفه فهد وكان فهد متقدما عليهما بالكثير من النقاط حيث أنه خرف كلياً ولم يعد يدرك أي شيء يدور حوله، وسبق الملك فهد سلفه خالد حيث أنه كان متقدما أيضاً على فهد لأنه عرف عنه ضعيف الشخصية، وعدم درايته بالأمور السياسية وقد كان أشبه ما يكون بالبدوي أو القروي الساذج، وكذلك كان الملك سعود من قبل فكان بالصدارة ومتقدماً على الجميع، وهذا ما بعث المزيد من الطمأنينة لباقي الأمراء والقطط الكبار من رجال البلاط والسماسرة، الذين كانوا يخافون من محاولة الإطاحة بمصالحهم ومناصبهم؟؟! وكانت النتيجة حكم هؤلاء الفرسان الخمسة هي كإدارة سيرك أو كدار المجانين من حيث العربدة والتهريج والأخطاء المتراكمة؟!

وبعد استيلاء الملك فيصل على مقاليد الحكم وإزاحة أخيه الملك سعود من العرش عام 1965 وكان فيصل يمتاز بالحنكة السياسية وعلاقاته الدبلوماسية الواسعة ولاسيما مع الانجليز والكثير من الدول الغربية والإسلامية وكان أكثر دهاء وذكاءً من كافة أبناء عبد العزيز، ونظراً للخوف والحذر الشديد الذي تتوخاه العائلة المالكة، ورجال البلاط من سياساته في ما يتعلق بمصالحها وتحقيق مآربها، وما كان يرنو له! فكانوا يعترضون على مُجمل سياساته وتصرفاته، واعتماده في الحكم على مستشارين تكنوقراط، متجاهلاً بقية الأمراء وهيئة كبار العلماء، واحتكاره للسلطة والمناصب المرموقة، وحصرها في الأمراء، الذين وقفوا إلى جانبه في فترة صراعه مع سلفه الملك سعود، بدلاً من باقي الأمراء، الذين وقفوا إلى جانب أخيه سعود، أو ممن وقفوا على الحياد! فاعتبروا هذا ابتزازا وتهميشا لهم فأرسلوا له الأمير فيصل بن مساعد بن عبد العزيز لينتقم منه؟ (وكان فيصل يطلب عمه الملك بأثر أخيه خالد الذي قتل بأمر منه) وعندما كان الملك فيصل يهم لاستقبال  الأمير فيصل، إلا أن الأمير أخرج مسدسه الذي كان يخفيه في ثيابه ليفرغ ثلاثة رصاصات أصابن الملك في رأسه، ليعلن بعدها وفاته في الساعات الأولى، من نقله للمستشفى عام 1975.

ومنذ ذلك الحين أدركت عائلة آل سعود الخطأ، واعتمدت فيما بعد على تولية الأغبياء والمغفلين من الأمراء، بدل الأمراء صاحبي العقل النير والشخصيات المرموقة، ليكونوا ملوكا عليهم ويديروا دفة الحكم، وليسهل لهم الصعود على أكتافهم، وأخذ منهم المزيد من المكتسبات؟؟ وكذلك اعتمدت العائلة المالكة على تولية فريق من العوران وفاقدي البصر والبصيرة من علماء الدين، من الذين يتقنوا صياغة الفتاوى الترقيعية لتبرير وتمرير موبقات وفواحش الأمراء، ويفتوا أيضا بما يحلوا للعائلة المالكة، ويحرموا ما يمس مصالحها ويهدد بقاءها؟!

وقد تم اختيار هؤلاء المهرجين والعميان بدقة فائقة وكان الملك سلمان أحدهم والذي جاء دوره بعد موت أخيه عبد الله لخلافة العرش، وأنه كان حاكما للرياض لسنوات عديدة، وقد اعتاد الاختباء خلف إخوانه السديرين، ويكرس معظم أوقاته لاستقبال الوافدين والاعتناء بضيافتهم، حسب البروتكول الذي أوكل إلى سموه، فكلما حل ضيفا على المملكة يهرع سلمان ليقوم بلبس حزامه على عجل ويمتشق سيفه ويخرج يراقصه برقصة (العرضة النجدية) الشهيرة أمام عدسات الصحفيين، ومن وظيفته أيضا يطلع الضيف على أكلات المملكة المحلية كالمفطح والجريش والعريكة وكبسة الضب والمنسف، وكذلك يطلع الضيف على أنواع الخيول الأصيلة، وفضائل الإبل وبركاتها، وحضورها في سباق الهجن، وإن المملكة تقوم لها مسابقة في كل عام حيث تختار من هي الأجمل منهن، وكذلك يقص على الضيف قصة حياة مؤسس المملكة عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود المملوءة بالملاحم؟!! وكان معاليه كثير الاستجمام خارج المملكة، فتراه يوما يطل على سواحل فرنسا، يزاحم العراة على منتجعاتهم، ويوما في طنجة، ويوما في شرم الشيخ، وباقي وقته يقضيه طويل العمر بسباق الجمال، والصيد الكمري و....

فالملك سلمان الذي لا يجيد إلا اليسير من القراءة والكتابة حتى أنه لا يميز بين الكثير من الأشياء ومنها مثلا: (الاسترخاء الذي لا يميزها من الاستخراء) وإذا أراد سموه إصدار قرار أو حكم لا يصدره إلا من بعد منتصف الليل، والناس نيام، والصحفيين قد أطفوا كاميراتهم؟؟ وإن الكثير من الوزراء والمسؤولين الذين صدرت بحقهم أحكام العزل، قد صدموا وتفاجئوا عندما حضروا إلى مكاتبهم في صباح اليوم التالي ووجدوا أنفسهم معزولين من منذ البارحة!!

فكلمة (بلهاء أو بلداء) تبدو متواضعة جدا في وصف أصحاب الجلالة وذواتهم التراجيدية، فالجميع يعرفهم جيدا بأنهم رجال فاقدي الصلاحية ولا يصلحوا حتى لإدارة مرعى من مراعي الإبل، فكيف يتسنى لهم أن يديروا ملكاً طويل عريض وقد تخطى عمره عقود من الزمن في وسط تقلبات وتجاذبات؟! ولا يخامرنا أدنى شك بأن هذه الخطة تأتي في إطار سياسة ممنهجة التي تنتهجها الثعالب الحمر والقطط الكبيرة المتخفية وراء الجدران من أجل الحفاظ على ثرواتها وبقائها على قيد الحياة، فتختار من هو أضعف حلقة وأهزل شخصية لتجني من ورآه جمة مكاسب والكثير من منافع؟؟!

مع تحيات رئيس مركز الحرمين للإعلام الإسلامي