السعودية مديونة وتستلف من الغرب وعبد الله الأردن وسعدو لبنان وثوّار سوريا نحو المجاعة

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1868
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

دقّ السوس في عظام المملكة الهرمة المُهترئة، الأزمة النفطية أرهقتها، والحجّ في شواطئ فرنسا استحلبتها، والعمرة في شواطئ المغرب استنزفتها، وحرب سوريا والعراق كفّنتها، وحرب اليمن ستدفنها وغدا نقول دفنتها. ذكرت لنا الجرائد الغربية أنّ السعودية بدأت جولة الإستدانة من آسيا والغرب، والدفعة الأولى ١٦ مليار دولار، أمّا عجز ٢٠١٥ فبلغ ٨٥ مليار دولار. المصادر الغربية ذكرت أنّ جميع دول الخليج استدانت والسعودية آخر من لحق بالركب. مُستقبل السعودية على المحكّ كونها مملكة استملاك واستهلاك واستئجار، ومالها جلّه من عائدات النفط، والسياحة الدينية، ويُصرف أكثره على ملذّات الأمراء، وعلى نشر العقيدة الوهّابية في مجرّة درب التبانة، وجيرانها، وهي عقيدة بحاجة لخزائن بطن بكّة لنشرها، لأنّها غير مقبولة من المسلمين وتبرؤوا منها زمن السلطنة العثمانية، وكلمّا شحّ المال وجدنا شيوخ الأزهر يرفعون الصوت الخافت للحجر الصحي عليها، كما حصل في مؤتمر الشيشان. من الآخر عقيدة قُمامة قائمة بقيام القائمين عليها بشراء الرؤوس الكبيرة لزرعها في الجماجم الصغيرة.
سيمرّ طقس هرس الحجيج هذه الأيام مع استبعاد دولا جديدة، فبالإضافة إلى اليمن أمّ القبائل العربية وسوريا آخر قلاع العروبة، نجد أن إيران الدولة الإسلامية الوحيدة قد أستبعدت من الحجّ لهذا العام، ونقول الوحيدة كون رئيسها لا يلعب قمار، ولا يستجمّ في فالوريس، ولا يركب الأزيديات والسبايا. حزب الله بدوره حظّر على أنصاره الحجّ هذا العام كي لا يقعوا فريسة سهلة للموساد ولآل سعود، ولعدم رمي أنفسهم في التهلكة. السعودية تتصرّف ببيت الله الحرام على أنّه تصفيات كأس العالم فتؤهّل من تشاء وتستبعد من تشاء والذي يأتي عنوة تهرسه كما فعلت سابقا مع وفد إيران، وإذا كان المهروس وازنا كركن أبادي فإنّها تقتلع قلبه وكبده وجميع الأعضاء التي لاكتها هند ولم تلُكها وأكلها أبو صقّار ولم يأكلها فهذه الأعضاء تبيعها إسرائيل وتشتريها وتتاجر بها. استبعاد معظم الشيعة عن الحجّ وبلاد كاليمن وسوريا يشير إلى الحالة الصحية الصعبة التي يعيشها آواخر عنقود آل سعود. يكفي أن يطالب صاحب ميلشيا سورية من مندي مساعد نتنياهو لتوفير له فيزا للحجّ من السعودية لنعلم المدى المترهّل الذي أصاب المقدّسات. فأولاها المسجد الأقصى في فلسطين بحاجة لتطبيع وفيزا صهيونية، وثانيها عند آل سعود بحاجة لفيزتين صهيونية وسعودية. سؤال برسم العرب والمسلمين، لماذا كلّ الدول التي تعادي وتحارب إسرائيل محرومة من الحجّ؟ من نصف لبنان إلى سوريا إلى اليمن إلى إيران؟
مستقبل الإرهاب العالمي على المحكّ، وبدأنا نشهد الإنقلابات فسقط العدناني الرقم الثاني ومنهم من قال عنه الرقم الأوّل ضمن تصفيات داعشية داخلية. جبهة النصرة طُلب منها ترقيع إسمها وشقّوها عن قاعدة الظواهري وأسّسو بها قاعدة الجولاني رجُل قطر الوفي. بعد شحّ المال الخليجي سيتبخّر الإرهاب العالمي ومعه ممالك وزعامات ترضع من الدرّة النفطية. الإرهاب في أزمة، ولا نُبالغ لو تحدثنا عن كساد موسم الإرهاب للسنوات القادمة، إنهن سبع بقرات عجاف قد لا يليهن إلّا السبع العجاف أيضا. صرفت السعودية مخزونها الإستراتيجي في سنتين أو ثلاثة. السعودية أنقذت الأزمة الإقتصادية الغربية التي ولّدها جشع بنوك اليهود، وهذا حين ضخّت مال مكّة فيها لشراء الأف ١٦ والأباتشي وقنابل النيترون والذخيرة وصواريخ التاو، لرميها على إسرائيل، عفوا على اليمن وسوريا والعراق.
غرق السعودية في حرب اليمن وتمويلها للإرهاب العالمي من سوريا إلى العراق إلى مساجد الوهّابية في مجّرة درب التبّانة إلى الصحافة والدبلماسيين ومنظمات حقوق الإنسان… وزد عليه الأزمة النفطية، كلّ هذا سيشكّل متسقبلا قاتما للإرهاب، وستضرّر منه حكومات ودول وممالك. في لبنان مثلا ألغت السعودية هباتها وتمويلها لسعد الحريري وفروع الأمن التابعة له، ونكست بوعدها وسحبت هبّة كانت معدّة للجيش اللبناني لشراء خردة فرنسية عائدة للحرب العالمية الثانية. السعودية أيضا أوقفت دعمها لشركة سوليدير وهي أمّ ثروة الحريري. التداعيات بدأت تظهر منذ شهور، فاستفاقت مثلا جريدة السفير ونشرت أول خبّر عن آل سعود كفركة أذن لهم لأنّهم أوقفوا الدعم. أطلعونا على ملفّ سلمان الصحّي وعلى زهايمره والتلف الدماغي الذي أصابه، تقرير بطول وعرض يغني عن الأي أر أم ممزوجة بالبيت سكان. بعدها بأيام لم يحصلوا على نتيجة فإذا بقائدها طلال سلمان يقيم مُؤتمرا يعلن فيه الإفلاس، وهو ضمنا تقديم طلب لسبونسورات جديدة. أعلنت أيضا جريدة النهار اللبنانية عن أفلاسها، وكذلك الحال في جريدة المستقبل وهي جريدة أساسية في لبنان كون أصحاب الأفران تطلبها بكثرة للفّ المناقيش والشطائر كما نُقل عن زياد الرحباني. وأيضا فإنّ الصبي الذي يمسح الأحذية يضعها بما تتضمّن من صور للشهيد تحت أخذية الزبائن. أعلن الحريري عن شبه إفلاس سعودي أوجية وصرف رجال السيكيريتي الذي أهّلهم في الأردن، وسرق أموال الأرامل عندما وعدهن بمئة دولار ثمن الصوت في انتخابات بلدية بيروت وأخلف وعده، واليوم بدأ فصل المئات العاملين في تياره، وكان البعض يعتقد أنّهم متطوعون لفداء الشهيد بالدم والروح، فإذا بالفداء كان مقابل أجر مادّي.
في الأردن الأمر لا يبدو أفضل، المملكة الهاشمية بدورها تعتاش على الصدقات وعلى المكرمات من الخليج، وعلى تأجير الجيش الباسل إمّا لقمع المظاهرات في البحرين أو لتنفيذ الأعمال الوسخة لآل سعود في اليمن، أو لتدريب تنظيم القاعدة مع الأخ الصهيوني والإنكليزي لغزو العدو السوري. أو ليكون فرعا لمؤسّسات جيش الدفاع/الهجوم الإسرائيل. أو تقبض من جرّاء سجن المناضلين كسجن ناهض حتر، أو عبر المساهمة لقتل قادة المقاومة اللبنانية. سَجْن ناهض حتر لن يجعل المال السعودي ينهال على الأردن. السعودية هرمت مع سلمانها ولن ينفع ملك الأردن المُراهنة على بُزل الجمال، ليس للملك الأردني إلّا صلاة الإستسقاء لعلّ المُزن تتبوّل عليه وتبتال، من أصفر الذهب وأخضر المال. أفرجت أمريكا حدىثا عن وثائق أمريكية جديدة تشير إلى أن الراحل الملك حسين كان عرّاب الحرب على فلسطين عبر دعم الميلشيات اليمينية اللبنانية في الحرب الأهلية، التي بدورها كانت مسيطرة على الجيش اللبناني حينها وحسب الوثائق هذا الجيش افتعل المشاكل وفتن بين الفلسطينيين وأهل الجنوب اللبناني حينها. وهذا يُعدّ قنبلة سياسية إعلامية كانت مخفية، ليتبين الآن أن مخابرات الأردن ومخابرات الجيش اللبناني اليميني السابق كانا وراء هذه الفتنة التي انقضت والهدف مصلحة إسرائيل. فحدود إسرائيل يجب أن يسكنها أعداء للقضية الفلسطينية، كما في سيناء. ولكن سقطت الرهانات واليوم حدود لبنان هي أخطر الحدود على وجود إسرائيل.
المؤسّسات التي تُقيّم الدول وقدرتها على سداد الديون خفّضت علامة السعودية إلى الحضيض، كون إقتصاد السعودية يساوي نفط، وإذا بقي النفط هكذا فإنّ السعودية ستزيد دَينها وسيلتعن دِينها لعنة البشرية، وستكتال من البنك الدولي وبنوك اليهود أكيال بعير. ممالك العرب نحو الزوال ولكن للأسف كُتب العقائد وكتب (لعن) الدين التي أحيوها وطبعوها وترجموها إلى ٥٠٠ لغة ستبقى لعنة حضارية تُرهق البشرية. الذي يؤلم الرأس هو كيف تمكّنت سوريا من ترجمة كُتب الطب والهندسة للعرب ولا سيما السعودية، وبمقوّمات مادّية بسيطة، ومن ناحية أخرى وضعت السعودية نفطها العملاق في كفّ لترجمة كلّ مؤلفات الإرهاب إلى جميع اللغات وربّما هناك لوحات للصم لمجلّدات ابن تيمية، ولكن في المحصلّة، رمى بعض دكاترة الطب والهندسة السورية كتبهم ونهلوا بهمانا من تلاميد أو تلمودات السعودية وأرهبوا بحقّ أهلهم فكانوا ثوّارا للناتو ولآل صهيون ولآل سعود.
انهيار السعودية سيشّكل مجموعة دولية كبيرة من اليتامى والمساكين والطفوليين، ولكن لا تجوز عليهم الرحمة والزكاة والصدقات. انهيار السعودية سيشكّل أزمة للمعاهد الدينية الإسلامية المُتأسلمة التي ستضطرّ للعودة إلى الدعوى بالخير والإحسان ومساعدة الآخرين، فلا مال سعودي يجعل العاملين فيها كزوار الفنادق الفارهة، ستنتهي دروس التجنيد للقاعدة، أموال المعاهد عندها ستكون من أهل الخير لذا فإنّ الدعوة ستكون للخير. سيتعب الأئمة بعد زوال زُلال المال، حيّ على خير العمل … اليوم الذي سيينتصر فيه القرآن على ابن تيمية يقترب … فسّروا أية السيف (التي لا سيف فيها) وقالوا عطّلت رحمة الله ونسخت عشرات الآيات وكلها صفح ورحمة! بُني على آية السيف الإرهاب والقاعدة والسعودية، إنّهم يدجّلون باسم الرحمن، يقولون أنّها نسخت (أي أبطلت حكم) الآية: وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ، ومن هنا استحلوا التفجير في الروضات والأسواق، يعني الله صار يحبّ المعتدين!!! لعن الله أفكارهم وعاقبهم بقدر افتراءاتهم على الله والكتاب. رغم أنّ جملة: أنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ، هي سنّه قرآنية لا لبس فيها تطبّق على جميع أنواع الإعتداءات (قتال، تحريم الحلال، الإعتداء على آيات الله وأحكامها)، وتكرّرت ثلاثة مرّات في البقرة والمائدة والأعراف. تطيير الوهّابية ومن ولاهم في هذا الرأي لهذة الآية وجَعْل فهمهم الخاص لها أمرا ربّانيا واجبا متقدّما على غيره، أوقوعهم في اعتداءات مزدوجة، الأول على آية مُحكمة ذاتيا مُحكمة من المسّ بها فهي تعكس حكمها عليها لعدم الإعتداء عليها وفيها الحكم الخاصّ بالقتال، والثانية الإعتداء على الغير بمخالفة واضحة لمضمون الآية والقتال عن جنب وطرف والإعتداء على كلّ البشر والحجر والنبات. فهذة الأية مُحكمة أسلوبا ومضمونا ونقضها سبّب الإرهاب اسلوبا ومضمونا. إنّها المدخل لإصلاح أمور المسلمين ومن تأسلم من بطنهم وركب على ظهرهم. هذه الأية بحاجة لكتاب، لكونهم بها أقفلوا القرآن وهي أمّ المفتاح.
بعد سقوط الممالك يجب عدم قبول توبة الدعاة الذين ذاع سيطهم في التجنيد للقاعدة وفي تلميع أحذية السلاطين حتى لو تبرؤوا ثلاثة مرات من العقيدة الوهّابية التي بدأت تلوح مراسم وأدها بلا سُؤْل. أدعياء كالقرضاوي والقرني والعريفي والعرعور والفرفور…. هؤلاء لن يكون لهم مُتسّع إلّا في السجون بجانب أرباب نعمتهم، ويجب أن يبقوا على عملهم أي خدمة الملوك ولكن في السجون.