الوزير في ورطة لا يحسد عليها..صحفي مصري يستغفل وزير الاعلام السعودي ويبيعه قصيدة لأحمد شوقي ..

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 402
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

جدل واسع انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي منذ أمس حول قصيدة أحمد شوقي التي اتهم وزير الإعلام السعودي بسرقتها ونسبتها لنفسه بعد أن ألقاها خلال ندوة حوار شباب عكاظ التي التقى فيها أمير مكة عددًا من الكتاب والشعراء ضمن فعاليات الدورة العاشرة لسوق عكاظ.
تلك القصيدة ألقاها الطريفي في إهداء منه للأمير على أنه أعدها له، وكانت الطامة الكبرى بعد أن اكتشف البعض أنها لأمير الشعراء أحمد شوقي، واندهش الكثير من الطريفي والأمير اللذين لم يدركا أنها لشاعر كبير ومن القصائد المشهورة.
القصيدة كان قد كتبها شوقي في عام 1910 حينما زار الرئيس الأميركي تيودور روزفلت مصر وكان الرئيس الأميركي يتحدث بشكل غير لائق عن مصر وكان مع الاحتلال الإنجليزي في تلك الفترة، مما جعل أمير الشعراء – الذي كان حينها رئيسا لقلم الترجمة في قصر الخديو – يكتب تلك القصيدة التي حاول فيها رفع شأن مصر وخاصة معابد أنس الوجود “معابد فيلة” التي زارها روزفيلت في تلك الفترة ليقول فيها شوقي:
“أيها المنتحي بأسوان دارًا‏.. كالثريا‏،‏ تريد أن تنقضا / اخلع النعل‏،‏ واخفض الطرف‏، واخشع.. لا تحاول من آية الدهر غضا/ قف بتلك القصور في اليم غرقى.. ممسكًا بعضها من الذعر بعضا / كعذارى أخفين في الماء بضا‏ ..‏ سابحات به‏،‏ وأبدين بضا/ مشرفات علي الزوال وكانت‏..‏ مشرفات علي الكواكب نهضا/ شاب من حولها الزمان وشابت‏..‏ وشباب الفنون مازال غضا/ رب نقش كأنما نفض الصانع.. منه اليدين بالأمس نفضا/ ودهان كلامع الزيت‏ مرت‏..‏ أعصر بالسراج والزيت وضا/ وخطوط كأنها هدب ريم‏…‏ حسنت صنعة وطولاً وعرضا / وضحايا تكاد تمشي وترعي‏… لو أصابت من قدرة الله نبضا/ ومحاريب كالبروج بنتها‏..‏ عزمات من عزمة الجن أمضى/ شيدت بعضها الفراعين زلفى..‏ وبني البعض أجنب يترضى”.
أما ما ألقاه الطريفي فكان فيه بعض التعديل في بيتين وأخذ بيتين كاملين حيث قرأ “أيها المنتحي بمكة دارا.. فضّ ختم الزمان والشعر فضّا/ قف بتلك الربوع ربع عكاظٍ.. ممسكا ببعضها من المجد بعضَا/ ربّ نقشٍ كأنما نفض الصانع .. منهما اليدين بالأمس نفضا/ شاب من حوله الزمان وشابت.. وشباب النفوس ما زال غضّا”.
فالمتأمل يجد أنه أبدل كلمة “أسوان” ووضع مكانها “مكة” وغير في الشطر الثاني من البيت، بينما في البيت الثاني فحذف كلمة “القصور” ووضع “الربع” ثم ربع عكاظ لتتناسب مع الأجواء، وحذف بعد ذلك كلمة “الذعر” واضعا مكانها “المجد” ، أما البيتين الأخيرين فأبقاهما كما هما فقط أبدل بيتا مكان الآخر!.
ومن الجانب السعودي دشن عدد من نشطاء التواصل الاجتماعي هاشتاج “الطريفي يسطو على قصيدة شوقي” وعبروا خلال هذا الهاشتاج عن استيائهم من سرقة القصيدة على حد وصفهم، كما تعجب الكثير منهم من عدم معرفة أحد الحضور بدءا من الأمير إلى الشعراء بسوق عكاظ من أن القصيدة لشوقي، وكتب الكاتب والناقد السعودي سعيد السريحي على صفحته عبر تويتر :”لا مناص لوزير الثقافة عن الأخذ بأحد خيارين: الاعتذار عن نسبة قصيدة شوقي لنفسه أو الاعتذار بعدم معرفته لمفهوم ومعنى السرقات الأدبية”، كما قال الدكتور محمد تركي بن حميد أستاذ علم اللغة التطبيقي بجامعة الملك أل سعود :” الوزير لم يسرق إنّما الحرامي هو الذي كتب القصيدة للوزير…لذلك براءة.”
أما صفحة الطريفي على “تويتر” فتلقت هجوما كبيرا على تغريدة كان كتبها قال فيها :” بحضور مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير خالد الفيصل، تشرفت بمشاركة سموه الكريم في حوار مباشر مع الشابات والشباب السعودي المثقف.. سوق عكاظ”، ومن التعليقات التي تلقاها على هذه التغريدة :” اعجبتني قصيدتك يا معالي الوزير .. شلون سرقتها اقصد شلون صغت كلماتها ونظمتها ؟” ، “ما شاء الله وزير اعلامنا شاعر فطحل مخضرم متى تطبع ديوان احمد شوقي؟ قصدي ديوانك طال عمرك”، و “اذا كان رب البيت للشعر سارقٌ فشيمة أهل البيت النهب”.
بينما جاءت قصة أخرى كتبها الكاتب الصحفي المصري نبيل سيف تشير إلى أن صحفيا مصريا هو من باع قصيدة شوقي للطريفي لينسبها لنفسه حيث قال عبر صفحته على الفيس بوك :”صحفى مصرى من كبار أرامل صفوت الشريف وواحد من الذين عبدوا الرولكس اوقع وزير الاعلام السعودى عادل الطريفى فى فضيحة مدوية وبجلاجل خلال الساعات القادمة بعدما اعطاه قصيدة على اساس انها من تأليفه عن ملك السعودية.
وكالعادة الطريفى ألقى القصيدة باسمه وانه هو الذى نظمها باسمه بعد ما الصحفى اياه خد عرقه وساعته الرولكس وكام تأشيرة حج علشان يبيعهم مع وعد ببعثة طرق ابواب للرياض علشان يلم مصاريف مدارس الاولاد، اتضح أن القصيدة لاحمد شوقى امير الشعراء ومنقولة نقل مسطرة وان وزير الاعلام السعودى شربها واتفضح فى المملكة خاصة وان القصيدة وصلت الملك واتبسط منها جدا وطلع ان الملك والوزير اساسا عمرهم ما قرأوا قصائد لاحمد شوقى.
الطريفى غاضب وبيهدد الصحفى الان أن يرجع ثمن القصيدة، بس الصحفى صايع وتربية صفوت الشريف رد على الطريفى بانه كمان انضحك عليه من الشاعر الشنكوتى الى بيكتب له القصائد ويشتريها منه وينسبها لنفسه ويرجعها يبيعها للطريفى بسعر مضاعف وان كل القصائد قبل كدة مضروبة من شعراء كبار بس ليسوا فى شهرة شوقى.
المهم الطريفى اعطى تعليماته ان الصحيفة اليومية للصحفى اياه ترجع اسبوعية تانى ومفيش مليم يخده ابدا.”
تلك القصة التي رواها سيف تذكرنا بالعديد من الأفلام المصرية التي ناقشت سرقة القصائد مثل فيلم “مرجان أحمد مرجان” حينما اشترى الفنان عادل إمام ديوان “الحلزونة”.
ومن جهته رفض أحمد فكري مدير متحف أحمد شوقي التعليق على الأمر، مؤكدا أن الموضوع شائك ويدور حوله الكثير من الجدل ولم تتضح الرؤية حتى الآن.

علي راشد – جريدة المال