“المشورة” الأمريكية “تتخلى” عن السعودية والانتقادات “تعصف” بها في اليمن..

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 578
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

ماذا لو “اعتذرت” المملكة عن “عاصفة الحزم” واعترفت بالفشل؟!
خالد الجيوسي
مقاطع الفيديو القصيرة التي يتم بثها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تحديداً موقع التدوينات القصيرة “تويتر” في السعودية، تُوثّق عادةً ما يجري في البلاد، وهذه المقاطع لا تخضع بالضرورة للرقابة المحليّة، كما وسائل الإعلام التي لا “تُمرّر” كبيرة أو صغيرة إلا بعد المُراجعة والمُوافقة.
نتحدث هنا عن هذه المقاطع التي تُوثّق توغّل الحوثيين في الأراضي السعودية، وإحداثهم خرقاً كبيراً في القوات “المُرابطة” على حدودها، بل وتساقط قتلى من الطرف السعودي، سواء كان ذلك من المدنيين، أو العسكريين، ونحن لا نتحدث عن قتلى وهميين، فالإعلام السعودي نفسه تحدّث على الأقل عن سبعة قتلى في نجران مؤخراً، كما أورد المُغرّد الشهير “مجتهد” معلومات تؤكد الحالة المُزرية التي أصابت القوات السعودية التي “تشتبك” مع “الغُزاة” بحسب توصيف إحدى الصحف المحليّة الإلكترونية.
إلى جانب مقاطع الفيديو، وما يعرضه “الإعلام الحربي” اليمني، هناك الانتقادات الدولية، ومنظمات حقوق الإنسان التي تُطالب إلى جانب دول بمُعاقبة العربية السعودية على جرائمها ضد المدنيين، حديث بعض المسؤولين الأمريكيين لوكالة “رويترز″ عن سحب الجيش الأمريكي مستشارين عسكريين، كانوا يشاركون في تنسيق الغارات الجوية التي تقودها المملكة في اليمن، كما قلّص الجيش الأمريكي “بشكل حاد” عدد المُستشارين الذين يُقدّمون المشورة في أماكن أخرى، هذا كُلّه لا يُبشّر بالخير على الأقل من ناحية سُمعة المملكة.
حالة “الإنكار” التي تعيشها السعودية في اليمن لا بُدّ لها برأينا أن تنتهي، فمقاطع الفيديو المُوثّقة عبر “تويتر”، وبشهادات مواطنين عن الحالة المُزرية التي يُعانون منها عند الحدود المُحاذية “للقوات الحوثية”، الانتقادات الدولية، والعدد المهول المُتساقط من المدنيين في اليمن اللاسعيد، خاصة الأطفال منهم، حتى الحليف الأمريكي الذي يبدو أنه يسعى لتوريط السعودية في اليمن، حتى تكون القشّة التي قصمت ظهر البعير، سحب مُستشاريه الذين يشاركون في “تنسيق” الغارات الجوية، وهي غارات كانت تتم بالمشورة الأمريكية ولم تُحقق مُبتغاها، فكيف إذا أصبحت بلا مشورة؟!
نعتقد أن محاولات الإعلام السعودي “الاعتراف” بسقوط قتلى مدنيين وعسكريين، بعد أن كان “يُغفل” عمداً سقوط أي قتلى له، لن تجلب له التعاطف العالمي “الساخط” مع “العدوان” السعودي على اليمن، فالسعودية ليست في موضع الدفاع، بل هي من بادرت في الهجوم بُحجّة استعادة الشرعية الذي أسمته “عاصفة الحزم”، وأعادت تسميته “إعادة الأمل” من باب التنميق، وإعادة المعنويات، وحتى لو كان هناك قتلى يسقطون في الجانب السعودي، فهم لا يصلحون للمُقارنة مع “شهداء” اليمن، فحتى “التعاطف” له شروطه وأحكامه، وصرف رواتب “شهر” للجنود السعوديين “أبطال الحزم” لن يُعوّضهم عن أرواحهم، ولن يواسي أهلهم في حال فقدهم!
الحكومة السعودية تُسارع إلى المُطالبة في حماية الأطفال السوريين من القصف “الوحشي” الذي تُشنّه كما تقول طائرات النظامين السوري والروسي في مدينة حلب، لكنها في المُقابل “تتناسى” الأطفال اليمنيين الذي يسقطون يومياً جراء غاراتها التي من المفروض أنها تُعيد الشرعية، لا يُمكن للإنسان العاقل أن يتعاطف مع السوريين، ويتناسى اليمنيين، فكلّها دماء حرّمها الله، ولا فرق فيها عنده “جل جلاله” إن كانت سنية أو شيعية أو غيرها، فلا بد أن نتمتع بشي من الإنصاف!
لا ضير إن خرج الناطق باسم “عاصفة الحزم”، وأعلن انتهاء العمليات العسكرية التي تقودها بلاده في اليمن، لأسباب تتعلق بخروج “العاصفة” عن أهدافها، وفشلها في إعادة الشرعية أو بالأحرى تأخرها، والأهم أن يعترف “الناطق” بأن طائراته تسبّبت كما الطائرات السورية والروسية التي ينتقدها في قتل أحلام أطفال اليمن، وشبابه، وحضارة شيوخه، وإن كان لا يُصلح الاعتذار ما أفسده “الحزم”، لكن على الأقل الاعتراف بالحق فضيلة، ويُجنّب السعودية ويلات ربما لا تراها قيادتها في المدى المنظور.
كاتب وصحافي فلسطيني