قراءة في الشخصية العدوانية للملك سلمان

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 909
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

أحمد الحباسى
لا شك أن هناك سر و أسرار و فضائح و جرائم عائلة المافيا السعودية لا تحصى، ما يثير الانتباه في سلوك ملك السعودية أنه يميل للعدوانية ضد كل الدول العربية بلا استثناء و حتى “جماعة” ما يسمى اصطلاحا بمجلس التعاون الخليجي يعرفون أن خروجهم عن “الصف” سيجلب عليهم غضب هذه العائلة و بالتبعية الجهات الصهيونية التي تحمى عرش آل سعود بعد أن تخلت المخابرات البريطانية عن هذا الأمر منذ وعد بلفور و احتلال الصهاينة للأرض الفلسطينية، طبعا ملوك السعودية يتمتعون بالحماية الصهيونية كشرط مسبق لانخراطهم في تنفيذ المشاريع الصهيونية و العلاقات الصهيونية السعودية قديمة جدا و يعلمها قادة الدول الخليجية و كل الذين يشتغلون في الإعلام الخليجي بصورة عامة و لذلك لا يفاجئون بما تنشره بعض الصحف من تسريبات عن زيارة هذا المسئول السعودي أو ذاك إلى تل أبيب ، و الزيارة الأخيرة لإحدى القيادات السعودية لإسرائيل لم تكن الأولى و لا الأخيرة .
من المعلوم أن البشر يميلون نحو عقد صداقات و روابط محبة بينهم و بين الآخرين ، من المعلوم أيضا أن هناك شخصيات عدوانية تحب إيذاء الآخرين و الاعتداء عليهم بكل الأساليب العدوانية الممكنة ، في هذا الصدد يجمع أطباء علم النفس أن هناك عدة عوامل تفسر السلوك العدواني للذات البشرية و من بينها على سبيل المثال ارتفاع المستويات الهرمونية الذكرية في الدورة الدموية في فترات معينة و اختلاف المناخ بحيث أن ارتفاع درجة الحرارة مثلا يؤدى إلى نزعة للعدوان الزائد ، هناك أيضا عامل وجود الصراعات داخل الأسرة ، عامل الشعور بعدم الانتماء و الهروب من الواقع، الرغبة في إلحاق الأذى بالآخرين ، الرغبة في حرق الحرث و النسل ، في هذا السياق لا بد من التنويه أن كل هذه العوامل السلبية تجتمع في الملك سلمان و على الأقل فرغبته في حرق الحرث و النسل واضحة في سوريا و العراق و اليمن على سبيل المثال بل لنقل أن ما يحمله هذا المجرم من كميات مشاعر سلبية ناجمة طبعا عن حالة الإحباط و الفشل التي يعانيها النظام منذ سنوات و بالذات منذ مجيء هذا الملك إلى حكم السعودية هي التي تجعله يمعن في إغراق المنطقة بالدماء و بالحرائق و بالأزمات حتى لا يجد فرصة لمعاينة الفشل .
من المعلوم أن الإخفاق و الفشل في تحقيق الأهداف العدوانية المرسومة لدى الشخص يدفعه إلى مزيد من الأفعال المشينة و لعل صرف الملك سلمان لكل هذه الأموال النفطية الخيالية سواء في إغراء بعض الدول العربية للوقوف معه ضد سوريا بشراء ذمتها الأخلاقية و هذا ما حصل مع الأردن و السودان مثلا أو في تمويل الجماعات الإرهابية لدفعها لمزيد القتل و الترويع في سوريا أو في دفع فاتورة العدوان البربري على اليمن أو شراء ذمة الرئيس المصري حتى لا يتجه نحو سوريا كما تدفعه الجماهير المصرية الرافضة للعلاقة الآثمة مع النظام السعودي أو في محاولة تطويق سوريا بشراء العلاقة مع تركيا ذات الحكم الإخوانى هي كلها نتائج الإخفاقات المتواصلة التي تتحدث عنها كبرى الصحف ووسائل الإعلام الغربية ، و حتى إن صدرت بعض الأصوات المتعقلة في المملكة الداعية لمراجعة السياسة السعودية الفاشلة فان هناك من يدفع الملك المعقد نفسيا إلى رفضها و محاولة التعتيم عليها و لما لا سحبها من التداول من المواقع الاجتماعية .
ليس سرا بالنسبة لعلماء النفس أن يحاول الملك السعودي إلقاء اللوم على الآخرين لأنه يعانى من اضطراب السلوك العدواني السلبي الذي يدفعه بشدة إلى رفض الاعتراف بخطئه ، في هذا الإطار يطلق علماء النفس على هذا السلوك مصطلحا يسمى ” الإسقاط ” و هو أن يسقط الشخص ما بداخله من عنف و كراهية و حقد على الآخرين و هي “حيلة” دفاعية لاشعورية بحيث يصف الآخرين بالعدوانية و الحال أنه الشخصية العدوانية بامتياز ، أيضا تكشف التسريبات أن المملكة قد خصصت ميزانية خيالية لتلميع صورتها البشعة في العالم و إذا علمنا أن تخصيص مثل هذه الميزانية الضخمة لا يكون إلا بإيعاز مباشر من الملك و العائلة الحاكمة فيمكن القول أن هناك شعورا داخليا لدى الملك ببشاعة ما يفعل في سوريا و العراق و اليمن و أنه يحتاج لطمس هذه الصورة القذرة لدى الشعوب العربية إلى استعمال نفوذه المالي لشراء ذمم الإعلام و بعض المحللين التافهين مثل عزمي بشارة ليقودا عملية “تنظيف” كاسحة للساحة السعودية الوسخة ، أيضا حين يتم طرد الملك من منتجعه الفرنسي من طرف الشعب الفرنسي فلا بد أن الملك قد شعر بكم الكراهية التي تحملها الشعوب نحو سياسته و نحو نظامه الشمولي الفاسد .
يعتبر فرويد بأن اليهود لديهم مرض البارانويا و أن هذا المرض ” اليهودي” بدأ منذ اعتقادهم بأنهم شعب الله المختار ، و عندما نشاهد الملك سلمان نكتشف بأم العين هذه الحالة الانطوائية الكئيبة و هذا التفكك الواضح في الشخصية و هذا الشعور الغبي بأنه حاكم محبوب بل لنقل أن حاجة الملك لممارسة العدوان على اعتبار أن هذا الفعل يبعد عنه مشاعر القلق و الخوف و في هذا السياق فملك المافيا السعودي لا يختلف عن الصهاينة في شعورهم الدائم بالخوف و رغبتهم الملحة في العدوان و في خوض حرب كل حقبة زمنية معينة ، و حتى الذين حاولوا البحث عن الدوافع الخفية لعاصفة الحزم لا يزالون يفسرون ذلك بعداء المملكة لإيران مع أنها حالة مرضية نفسية بالأساس تؤكد أن الملك يعيش حالة من الضياع العاطفي الداخلي تدفعه إلى إراقة الدماء و تجنيد الإرهابيين و شراء المخدرات حتى يخدر العقول بحيث لا تفضح أسراره و تعيش في عالم خيالي موهوم بالجنة و الحواري ، بالنهاية تعتبر قدرة الملك على خيانة الأمة العربية و قضاياها المصيرية دليلا قاطعا على فقدانه للمسؤولية الأخلاقية بالأساس و شعور بعدم الانتماء لهذه الأمة و خوف متزايد من زوال الحكم ، و كما رحل الملك عبد الله غير مأسوف عليه سيرحل ملك المافيا تحت هدير اللعنات العربية .

بانوراما الشرق الأوسط